( جَـريـــــمـَـــــتُـــنـــــا )
الرأي العربي .. أحمد بن محمود الفرارجة ـ الأردن
تَـرَكْنا شَـرْعَ ” أَحْـمَدَ ” عَـنْ جَـهالَةْ … وغَـيَّرْنا مِنَ الإِسْلامِ حالَهْ
وبَــدَّلْـنـا كِــتــابَ الــلَّــهِ زُوراً … بِــدِيــنِ الــغَـرْبِ تَـرْسُـمُـهُ حُـثـالَـةْ
وكـــانَ الــدِّيْـنُ يَـرْفَـعُـنا بِـعِـزٍّ … وكُـنَّـا قَـبْـلُ عُـمْـياً فــي الـضَّـلالَةْ
فَـبِـعْـنا دِيـنَـنـا بَـخْـسـاً فَـبِـتْنا … رُعــاةَ الــذُّلِّ كــمْ نَـجْـني وَبـالَـهْ
فَــصــارَتْ أرْضُــنــا نَــهْـبـاً لِـعِـلْـجٍ … وراحَ الــخِـزْيُ يُـورِثُـنـا فِـعـالَـهْ
وكـانـت أُمَّـتـي تَـرعَـى الـبَـرايا … فـأَصْـبحنا عَـلَـى الأنْـذالِ عـالَهْ
” وأَقْـصـانا ” قَـضَى غَـيظاً وغَـمَّاً … غَـدَتْ تَـنْعَى مـآذِنُهُ ” بِـلالَهْ ”
ويَـذكُـرُ يَــومَ حَــرَّرَهُ ” صَــلاحٌ ” … فـيَـبكِي، مَــن يُـعيدُ لَـهُ رِجـالَهْ
جَـريمَتُنا تَـرَكْنا الـشَّرْعَ ظُـلْماً … ونَـطْمَعُ أن نَـرَى يـوماً عَـدالَةْ !!
جَـريـمَتُنا كَـرِهْـنا الـمَـوتَ جُـبْـناً … وكُـنَّـا قَـبْـلُ لا نَـخْـشَى نِـزالَهْ
جَـريـمَـتُـنا شَــرِبـنـا الــــذُّلَّ كَــرْعـاً … قَـنِـعْـنا بـالـفُـتاتِ وبـالـزُّبـالَةْ
ويَـنْهَبُ مُـهلِكِي خَـيراتَ أرْضِـي … ونَـرْقُصُ عَـلَّ يُـطعِمُنا النُّخالَةْ
جَـريـمَتُنا يُـسـامُ الـحُـرُّ خَـسْـفاً … ويَـصْـمُتُ كُـلُّـنا، فـالأمْرُ هـالَهْ
فـأضْـحَى الـغَـرْبُ يَـرْكَـبُنا فُــرادَى … ونَـصَّـبَ فـي كَـراسِينا بِـغالَهْ
سَـأَكْتُبُ ما يَكونُ عَلَيَّ سَيفاً … لِعَرْضِ الحالِ في هَذِي العُجالَةْ
مُــؤَامَـرَةٌ عَــلَـى الإِســـلامِ جَــهْـراً … يُـدَبِّـرُهـا عَـمـيلٌ لا أَبــاً لَــهْ
يُنَحِّي الشَّرْعَ عنْ حُكْمٍ ويُدْعَى … أَبا الإِسْلام، أَو راعِي الرِّسالَةْ
ومــا هُــوَ غَـيـرُ زِنْـديـقٍ دَعِــيٍّ … قَـلـيلِ الـدِّيـنِ مَـوفُورِ الـسَّفالَةْ
سَـليلِ الـذُّلِّ يَـبْنِي بَـيتَ ذُلٍّ … صَـفِيقِ الـوَجْهِ يَـرْتَعُ فـي الـرَّذالَةْ
إذا الـكُـفَّـارُ يُـحْـوِجُـها عَـمـيلٌ … يُـشِـيرُ أَنــا ضَـلـيعٌ فــي الـعَـمالَةْ
وإِنْ طَـلَـبُـوا دِمـــاءَ الــحُـرِّ مِــنَّـا … تَــصَـدَّى قــائِـلاً لَــهُـمُ: أَنـــا لَـــهْ
أُتِـيـنا مِــنْ سَـمـاسِرَةُ الـبَـغايا … تُـبَـعْثِرُ أرضَـنـا فــي كُــلِّ صـالَـةْ
وقـاضِي الـسَّوءِ قَـوَّادَ الـزَّواني … سَـيعدِمُ ميِّتاً ؟ هذا استحالَةْ !!
ألا اتَّـحِـدُوا بُـصـاقاً فــي لِـحـاهُمْ … لِيُدْفَنَ جَـمْـعُهُمْ تَـحـتَ الـرِّيـالَةْ
عَـسَـى يـا رَبِّ تَـمْسَخُهُمْ قُـروداً … حَـميراً، أَو كِـلاباً، أو ثُـعالَهْ(1)
ويَومَ الحَشْرِ تُرْهِقُهُمْ صَعُوداً(2) … صَدِيدُ الكافِرِينَ لَهُم جُعالَةْ(3)
وَسُـقْ لِـلمَسْجدِ الأَقـصَى رِجـالاً … أُولِـي بـأسٍ تَـفُكُّ لَـهُ عِقالَهْ .
*************
———————
1- الثُّعالة: أنثى الثَّعالب. 2- مِن قوله تعالى:”سأُرهقهُ صَعوداً ” 0 المدثِّر. 3- جعالة: جائزة.
بقلم: أحمد بن محمود الفرارجة.
كتبها في 19 / 5 / 2015 م.
قصيدة ( جَـريـــــمـَـــــتُـــنـــــا ) على بحر على الوافر