حديث الأقنعة

الفيس بوك من أحدث و أسرع و أكثر وسائل التواصل الاجتماعي انتشارا بين الناس و هو من أسهل و أيسر وسائل التواصل و التعبير عن الذات و رغم ذلك فقد أصبح من أسرع الوسائل المؤدية إلى التفكك الأسري و انشغال كل فرد في الأسرة بعلاقاته الفيسبوكية و كأن حياته أصبحت مقصورة على الفيس بوك ؛فأصبح أفراد العائلة لا يتحاورن و لا يتكلمون مع بعضهم البعض إلا إذا انقطعت الكهرباء وتعطل الإنترنت ؛ فأصبح كل فرد يعيش وحده و خيم عليه الانطواء و العزلة و تفضليهما على محاورة من حوله و يعيش معه في بيت واحد . و انتقل الأمر من حيز الأسرة إلى علاقات الأسر ببعضها البعض و من ثم أدي إلى تفكك المجتمع بأسره .
و مما زاد الطين بلة أن معظم رواد الفيس بوك يتحدثون من وراء قناع و باستخدام شخصيات و أسماء وهمية مما أدى إلى تبادل السباب و الشتائم بين الناس و أوجد الضغينة بينهم و زاد من تفككهم .
و الأدهى من ذلك أن بعض الشباب يدخلون الفيس بأسماء بنات و ذلك إما لشذوذهم و تمنيهم أن يعيشوا دور الأنثى بكل ما لها و ما عليها و إما لمحاولتهم الدخول بين المجتمع النسائي لأغراض دنيئة و هناك نفس الوضع لبعض البنات اللاتي يدخلن الفيس بأسماء أولاد لنفس الغرض بطريقة عكسية.
الحديث من وراء الأقنعة شجع البعض على محاربة الدولة و نشر الفتن و ساعد البعض الآخر على السب و الشتم و رمي التهم جزافا و ساعد بعض ثالث على التلفظ بألفاظ تخدش الحياء و ساعد أيضا على انتشار الرذيلة .
هكذا و جدنا أحدث طرق التواصل الاجتماعي أسرع طرق هدم الأواصر الاجتماعية و أبرز سبل التفكك الأسري و أبرز و أسرع سبل انتشار الرذيلة .
اللهم احفظ شبابنا و بناتنا و رجالنا و نساءنا من الزلل و باعد بيننا و بين ما يغضبك ، و قربنا و قرب إلينا كل ما يرضيك عنا يا ربنا يا كريم يا عفو يا غفور .