خاطرة ” ترانيم أنثى “
– سيدي…
أسمعتني يوماً أغني؟
– لا!!
– إذًا … أنصت لآهاتي الدفينة…..
هي حكايا مُغَنّاة..
تشبهني ..
عميقةٌ… كتنهيدة…
جوريةُ اللون …
حارّةٌ….. كلحظاتِ العناقِ …
ممتدةٌ في الأعماق …
هادئةٌ ….كَآياتِ السّكِينة …
أرأيتَ كيف أوجعتني خياناتُ القلوب
وألقَتني في غَيابَت الجُبّ …سَجينة
غَلّقت الأبواب ..وتوارت بالحجاب
أنوار حياتي …ونجماتي الثمينة …
– وماذا فعلت؟!
– عَلتِ الدّعواتُ يا سيدي …
ففي البئر همٌ و حبٌ مسكون …
فيه نبضاتٌ عجاف ….
ورغباتٌ سمينة …
حلّقت بي يا سيدي أحلامٌ سبعون .
و قافلة الأماني …
…ساقتني رهينة ….
– من أنتِ ؟! من أنتِ …؟!
– أوَتسألُني بعد كل هذا من أكون؟!
حسناً يا سيدي سَأُجيب ..
أنا العاشقُ الذي صدّتْهُ سوءُ النّوايا والظّنون …
في كلّ حينٍ يَرتَجي قَلباً يُعينَه …
أنا البطلُ الذي ألِفَتهُ حَكايا البُؤسِ في كلّ القرون …
أنا الرّاوي الذي تَسمعونَهُ في الأسَاطيرِ الحَزينة…
أنا بقايا سطورٍ في كتابٍ قد كانَ مَكنون ….
أنا قلبٌ مَوجوع …
وأنين مدينة ….
أنا ذاكَ الزّرعُ النّابتُ في الصحراء ..
فالشّوك شَاهدٌ..
والحشا بالهمّ مَخزون …
لا ..لا يا سيدي
لا تلتفت ليأسي …