الرئيسية » أدب الكتاب » خذلتُكِ بقلم منتصر منصور

خذلتُكِ بقلم منتصر منصور

 ” خذلتُكِ “

12115940_144120765941406_7803255531101287832_n
الرأي العربي .. منتصر منصور 

خذلتُكِ
خذلتُكِ وأنتِ الشَهيدةُ
الشاهدةُ على موتٍ
يمضَغُني ككسرةِ خُبْزٍ
يرفعُها طيرٌ فكرةً
تخثّرتْ بدمائِها
يا قدسُ
لنْ ألمّعَ حذاءَ الجنودِ
بالدّمعِ أكثَرَ . .
سألملمُ بقايا اللّغةِ المُهجّرةِ حجرًا .. حجرًا ..
لا لأحاربَ عدوًا ..
بل لأشمَّ رائحةَ البارحةِ
في هُويّتي ..
أأطأطئ الرأسَ أكثَر ؟!
كبهلوانٍ في مسرحٍ
على يديَّ أمشي
أفتشُ في الترابِ عن هامتي
وأكفّنُ أزهارَ السّماءِ
في شوارع القدسِ العتيقةِ
يجرحونَ وجهَ النّمرودِ
بمخالبِ أحلامِهم
فيُصلبُ من المسيحِ
حُرٌ وحرّة ..
ويُستشهدُ من المُحَمّدِ
ألفُ دُرّةِ ..
فيقعُ على الرصيفِ
أحمد مناصرة طفلًا
يقفُ في أسرِ الضِباعِ رجلًا
يصرخُ في أذْنِ الصّدى
حُريّةً .. حُريّة
وخادمُ البغايا يلعقُ دمي
يأوي إلى عدوّي ويترحّمْ
يرشُّ المِسْكَ بينَ أفخاذِ
العذارى ويتعطّرْ
يا قدسُ ..
يا بائعةَ الزهور
في مقابرِ الشّهداءِ
يا بخورَ الدّماءِ الزكيّةِ
لا الجيوشَ ولا السّاسةَ
كوفيّةٌ هي كوفيّة
تحملُ الأقصى
في دمعةٍ كلّما سقطت
نبتت على الخدِّ أغنية
وحدَها يا وحدَها
تحملُ سكينًا ألّا يفضّوا
غشاءَ البكارةِ أكثَرْ
والدّمعةُ في أقاصي
العيونِ النّازفةِ إلى صلاتِها
يلسعُها ضوءُ (الكاميرا)
في شاشاتِ العدَمْ ..
أتسلّقُ حلُمي جدارًا .. جدارًا
حنينًا و غربةً ..
كفكرةٍ في مقلاعٍ
أسقطَت رصاصةً
قتلت صبيًا ..
يرضعُ حليبَ القمَرْ
14.11.2015

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.