وكالة الرأي العربي الإخبارية
نص نثري
———
” خيال ”
دَخلت إلى المَقهى
جَلست على الطاولة
کان الإرهاق يرسم
ملامِحه على وَجهي
اتکأت برأسي على الطاولة
ورحتُ في نومٍ عَميق
تراءَت لي في صورة من خَيال
تَقِف في الشارع الخَلفي للمَقهى
کان البَرد يَشرب من وجنتيها
طلبت مِنها مُجالستي
في المَقهى الشَتوي
أسرِد لها بَعض الحکايات
کوبين من الشاي على الطاولة
والوَقت مُسرع على عَجَل
والمَقهى أصبَح شِبه فارغ
وأصوات ضحکاتنا تَسَربت
مِن نوافِذه المُشبَّعة
برائحة المَطَر في کانون
ومن ثُم خَرجنا للسَير
تَحت المَطر في وقت
لا يتبَعه ملل وقَلبي
تحت دفء يداها يصطَهِج
کل هذا مُتعة مؤقتة
وانتَهت صلاحيته
عِندما سَمِعت
الجَرسون يُيقظني
ويقول لي:
يا سيدي
نُريد أن نَغلق المَقهى
کانت الساعة
الحادية عشر ليلاً
الصَمت يَعتلي الکُرسي
وضَجيج الهُدوء
يَخرُق الحائِط
وکوب الشاي على الطاولة
والوَقت يَمضي في
قَلب الساعة
والشَمعة کادَت
أن تَنطَفىء
وقَلبي کادَ أن يَشتَعل
وَعقلي يتساءَل
مَن هيَ؟
لا أجوبة
لا صوت
لا صَدى
هل أخرُج للبَحث عَنها؟
ولکن لا أملُک هُوية
تهافَتَت الکلمات إلى عَقلي
وتَلعثَمت الحُروف في قَلمي
کِدت أنسى مَن تَکون ومَن أکون
أدرَکت حينها أن
لا بُد للخيال أن يَزول
أمسکت بقلمي وأوراقي
سِرت في خطوات ثَقيلة
ذَهبت إلى البيت
غَمَرت سريري
لأُسکُن الخَيال مِن جَديد
#منال_مرعي
