الرئيسية » أدب الكتاب » خيانة القدر …. بقلم الشاعر أ.حافظ منصور جعيل

خيانة القدر …. بقلم الشاعر أ.حافظ منصور جعيل

خيانة القدر

أ.حافظ منصور جعيل

روحٌ تفرُ بجسدِها المُنهَكِ في سرابٍ بقيعةٍ يحسبهُ الظمآنُ ماءً حتى إذا أدركه لم يجده شيئاً من ورائهِ نيابٌ مصقولةٌ في فم سبعٍ أسود تركض به أقدامه نحو ما تهيئه له عيونه المظلمة وليمة يشبع بها النفس المتسلطة في غريزته المتوحشة

بيداء تتصافع رمالها تحت حرارة شمس تقتل المستظل بها في طول سرابها المترامي مدد العين

عيون تتربص المشهد في وجه نمر أرقط يحرس تقلب الرمال العجاف وشارب تحت أنف تقتنص الفئران المتحرزة في جحورها المدفونة تحت الرمال

تومئ الصدفة لذي الروح الفارة بجسدها المنهك بتربص مقلة النمر الأرقط وتحدثه الظنون أنه الحارس الذي يحميها من نواجذ السبع الأسود وتحذره فطنته الغائصة في حدقات النمر من مكر الثعالب المخبوء فيها

ما إن إقترب من النمر حتى قال له جارك يا أبا الحارث أنقذني من بطش السبع الأسود

فيجيبه النمر الأرقط بدم بارد لا جوار لك عندي ربما خانتك عيونك التي أخبرتك أني نمر صحيح هيئتي هيئة نمر لكن قوتي قوة قط وبما انك لجأت الى جواري سادلك على مكان تختبئ فيه من بطش السبع الأسود

على مقربة مني خزان أهدرت مياهه دوامت الريح المتصافعة بالرمال العجاف إذهب وأختبئ بداخله وإذا مر السبع الأسود فلن أخبره عن مكانك

ما إن وصل السبع الأسود إلى النمر الأرقط حتى دله على المكان الذي يختبئ فيه مقابل أن يقاسمه الوليمة

لجأ ذي الروح المنهكة الى الخزان ينتظر إشارة الخروج من النمر لكنه وجد السبع الأسود فوق رأسه يطلب منه تسليم نفسه لنيابه المصقوله وأنه القدر المكتوب عليه ولا فرار من القدر

أواه أواه زفرة تنهدها فؤاد ذي الروح المنهكة بين خيارين و ميتتين في إما ميتة الحصار بين جدران الخزان الصماء أو ميتة تحت شفرة نياب السبع المصقولة ولكن مقلتاه تسترق النظر الى سماء تصافحه بكرامة تخرجه من ضيق المخنق إلى رحابة الطمأنينة

لا ياس أيه الربيط المظلوم ففي شدة العسر يبتسم الفرج
إذ تهبط الكرامة بنور يحمل بين كفيه قرص خبز تهمس نجواه في إذن الربيط هذا القرص من الرحمة المعصومة إقسمه نصفين نصفه لك ونصفه للسبع الأسود وسينصرف عنك

خرج الربيط يحمل قرص الكرامة بين يديه قسم القرص نصفين وقال للسبع الأسود هذا قرص الكرامة من الرحمة المعصومة نصفه لي ونصفه لك

اندهش السبع الأسود من وفاء القدر المسير وقال خانك القدر المخير وانقذك القدر المسير صدقت وصدقت الرحمة المعصومة

لا القدر المسير ولكن أنقذتك رحمة القدير

حسبنا الله ونعم الوكيل

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أ.حافظ منصور جعيل

أ.حافظ منصور جعيل

روحٌ تفرُ بجسدِها المُنهَكِ في سرابٍ بقيعةٍ يحسبهُ الظمآنُ ماءً حتى إذا أدركه لم يجده شيئاً من ورائهِ نيابٌ مصقولةٌ في فم سبعٍ أسود تركض به أقدامه نحو ما تهيئه له عيونه المظلمة وليمة يشبع بها النفس المتسلطة في غريزته المتوحشة

بيداء تتصافع رمالها تحت حرارة شمس تقتل المستظل بها في طول سرابها المترامي مدد العين

عيون تتربص المشهد في وجه نمر أرقط يحرس تقلب الرمال العجاف وشارب تحت أنف تقتنص الفئران المتحرزة في جحورها المدفونة تحت الرمال

تومئ الصدفة لذي الروح الفارة بجسدها المنهك بتربص مقلة النمر الأرقط وتحدثه الظنون أنه الحارس الذي يحميها من نواجذ السبع الأسود وتحذره فطنته الغائصة في حدقات النمر من مكر الثعالب المخبوء فيها

ما إن إقترب من النمر حتى قال له جارك يا أبا الحارث أنقذني من بطش السبع الأسود

فيجيبه النمر الأرقط بدم بارد لا جوار لك عندي ربما خانتك عيونك التي أخبرتك أني نمر صحيح هيئتي هيئة نمر لكن قوتي قوة قط وبما انك لجأت الى جواري سادلك على مكان تختبئ فيه من بطش السبع الأسود

على مقربة مني خزان أهدرت مياهه دوامت الريح المتصافعة بالرمال العجاف إذهب وأختبئ بداخله وإذا مر السبع الأسود فلن أخبره عن مكانك

ما إن وصل السبع الأسود إلى النمر الأرقط حتى دله على المكان الذي يختبئ فيه مقابل أن يقاسمه الوليمة

لجأ ذي الروح المنهكة الى الخزان ينتظر إشارة الخروج من النمر لكنه وجد السبع الأسود فوق رأسه يطلب منه تسليم نفسه لنيابه المصقوله وأنه القدر المكتوب عليه ولا فرار من القدر

أواه أواه زفرة تنهدها فؤاد ذي الروح المنهكة بين خيارين و ميتتين في إما ميتة الحصار بين جدران الخزان الصماء أو ميتة تحت شفرة نياب السبع المصقولة ولكن مقلتاه تسترق النظر الى سماء تصافحه بكرامة تخرجه من ضيق المخنق إلى رحابة الطمأنينة

لا ياس أيه الربيط المظلوم ففي شدة العسر يبتسم الفرج
إذ تهبط الكرامة بنور يحمل بين كفيه قرص خبز تهمس نجواه في إذن الربيط هذا القرص من الرحمة المعصومة إقسمه نصفين نصفه لك ونصفه للسبع الأسود وسينصرف عنك

خرج الربيط يحمل قرص الكرامة بين يديه قسم القرص نصفين وقال للسبع الأسود هذا قرص الكرامة من الرحمة المعصومة نصفه لي ونصفه لك

اندهش السبع الأسود من وفاء القدر المسير وقال خانك القدر المخير وانقذك القدر المسير صدقت وصدقت الرحمة المعصومة

لا القدر المسير ولكن أنقذتك رحمة القدير

حسبنا الله ونعم الوكيل

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أ.حافظ منصور جعيل

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.