خِياناتُكُم على أُهبة الأنفجار
بقلم د. سمير ايوب – الأردن
من كوكبةٍ من أطفال العرب ، ما عادت قلوبها تَحْتَمل : سوريٌ غَريقْ ، وفلسطينيٌ حَريقْ ، ويمنيٌّ قَطَّعَتْ أوصاله قذيفةَ طائرةِ شقيق آثِمٍ ، ومن طفلٍ عِراقي مَخنوقٍ او مشنوقٍ ، او لبناني مسحوقٍ أو مسروقْ ، او طفل صوماليٍ قضى جوعاً .
إلى كل ألأشباه الطغاة منكم يا عرب ، من خان او لم يخن بما فيه الكفاية بعد :
نحن شهداء الأرض والبحر والجو ، ونحن ننتظر الياسمين الشامي في مَواطِنِنا ، نقول لكم : كم انتم على كل الصُّعُدِ مُفلِسونَ. مُفلسون إنسانيا وأخلاقيا وإيمانيا بالأساس . ناهيكم عن وطنيا وسياسيا وثقافيا أو حتى إداريا .
نَعلمُ علم اليقين ، ان كلاًّ منكم يملك من الأنياب والأظلاف والأظافر ، ما يكفي لتمزيق أمة العرب ، إرباً أرباً وعدة مرات .
ونعلم انكم تملكون من شَكايِرِ مالِ السُّحْتِ ، ما يكفي :
لشراء الذمم من كل جنس ، لأتلاف الضمائر والقيم والنوايا وحرف كل بوصلة ، باتجاهاتِ صراعاتٍ قُطْرِيَّةٍ او طائفيةٍ او مذهبيةٍ او إثنيةٍ نَتِنَه .
وشراء ركامٍ من اصحاب الالقاب ، مداحينَ بالشعرِ والنثر وعلى المنابر .
وشراء ما يكفي من الجَزَرِ والعِصِيِّ ، لأستعبادِ جوقاتٍ من إخِصائيي الحرقِ والتقطيعِ والأغراقِ والقصفِ وردْمِ البيوت فوق رؤوسِ ساكنيها .
ونعلم حق اليقين ايضا ، أن تحت ما أُقْعِدْتُمْ علية من مَصاطِبَ ، إقطاعياتٌ من قبورٍ بِلا شواهدْ . من لا تَقصِفوهُ تَنْسِفوه . ومن لم تنسفوه تُغرِقوه . ومن لم تُغرقوه تُقَطّعوه ، ومن لم تقطعوه تحرقوه ، ومن لم تحرقوه تغتالوه بالسم او بكاتم صوت او بالاقصاء أوبالتجويع.
ولكن لسوء حظكم ، اننا صِغار وكبار ، نعرف كل شئ ، عما تم إستيلادُكُم من أجله . ونعلم أن خِياناتُكم مُشَوَّهَة . لم تُخْلَق من رحمِ الحاجة او الخوف او القناعة او التملق او الهبل او العجز او الحتميات الجغرافية او البيئية او الخُلُقِيَّةِ فقط ، بل وبالأمرِ والسُّخْرةِ ايضا .
تباً لكم وسُحقاً لكل هرائكم ، إعلموا وتيقنوا تماماً ، أن فلسطين ستتحرر . وسوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال ، ستتطهر من كل قذارات الارهاب ، مهما طال واستطال . ستعود كلها أبهى واجمل . فالأوطان الحقه ( لا المَشَخّاتِ ) ، لا تموت من ويلات الحرب مهما قست ، بل قد تموت ، من خيانة بعض المنتسبين ظُلماٍ لها من أبنائِها .
أنتم عارُ العار . ونحن ننتظر لسوء الحظ يوم قِيامَتِكُم ، نعلم الفوارق الكمية لا النوعية ، ما بين خائن منكم وخائن .
ونعلم في الوقت ذاته ، ان رومِيَّاً او حَبشِياً كالنجاشي مُغيثاً ، هو أشرفُ وأرحَمُ بكثيرٍ من جُلِّ سَدَنَةِ وكَهنة معابدكم ، مهما كانت مُكَرمِةً او مُنَوَرَةً او مقدسة او شريفة .
هذا ان كانت حقا صلاة جُلِّكُمْ ، لله الواحد الأحد ، الله الصمد ، سبحانه في علاه .
ألأردن – 3/9/2015