بقلم د.سالمه مصطفى
الانسان بطبعه فيلسوفا:
ان الفرد الطبيعي يخوض تجربة يومية مختلطة ويبحث في درجة المعقولية ,فهو اذن يقوم بنشاط حسب الاستعداد الذهني لديه محاولا ايجاد نظام وأحكام في المادة الخام التي يتلقاها متدفقة الى وعيه ويقوم بجهد غير منقطع من اجل الوصول الى معنى من وراء الافتقار الظاهر الى المعنى ومن اجل فرض قدر معين من النظام على الفوضى التى قد تبدو على تجربتنا الشخصية , جهودنا عن غير وعي مدروس او غير واضحة الا انه لا مفر لنا من بذلها فهذا الجهد يمثل الحد الادنى من مستوى التفكير الأول او النشاط العقلي ,على المستوى الانساني للوجود وهذا ما يفعله الفيلسوف فان الفلسفة تمثل الحد الاقصى من الاستعداد الذهني الذي يعطينا المستوى الثاني للتفكير والهدف من المستويين واحد حيث يكشف النظام والمعنى من التجربة ,والفرق بين الانسان العادي والفيلسوف انه يمارس هذا النشاط دون وعي والفيلسوف يمارس نشاط عن وعي .اذن فكلكم فلاسفة بالطبيعة البشرية .
الثقافة تضع وتفرض نفسها
عرف العديد من الفلاسفة الثقافة وكل حسب منظوره الخاص كذلك علماء النفس او علماء الاجتماع وعملوا على تحليل الانثرولوجيا الانسانية ,وفي نهاية القرن التاسع عشر عرفها العالم البريطاني ادواردو انها {الحضارة }بما فيها المعرفة والعقيدة والعادات والتقاليد والفن وأي قدرات تعلمها الانسان او يتعلمها من خلال تواجده في مجتمعه كعضو وحللها اخرون بان الثقافة هي تعريف الانسان للأشياء و اعطائها معان ومدلول حيث تحمل رموزا معينة وتسمى القدرة الرمزية وخلاصة القول لا يوجد انسان بلا ثقافة ولا توجد ثقافة بلا انسان .
كما لا يوجد حضور مادي للثقافة بل هو مجرد بمعنى انه يوجد علم حول شيء غير مرئي وهذا ما كان يطرحه علماء الانثريولوجيا .هل للثقافة وجود ؟؟؟؟
وقد نتوصل من خلال ما تجمع لدينا من فكر و أحساس ومعلومات لذات الانسان وسلوكه انها توجد في الافكار والمشاعر والسلوك بين الافراد وغيرها من مجمل تصرفات اذن فالثقافة وحدات حقيقة قابلة للملاحظة .
ملابسة الواقع المحيط هي ثقافة ويمكن تطورها ,
وفي تبسيطي لمعنى الثقافة بالشكل المتآلف عليه دون تطبيق المنهج العلمي الحديث في تعريفها ألا وهو:
عندما نسرد قصة ما حدثت في زمن مختلف عن واقعنا المعاش فما تبع هذه القصة من احداث وتكهنات ناتجة من وسط ثقافي معين كذلك عند كتابتنا قصة من الخيال في زمن قد مضى او زمن آت فأننا نضع التصورات لذاك الزمن بما فيه من عادات وتقاليد وأدوات وحيثيات المكان. وانثريولوجيا كاملة للانسان في ذاك الوقت كذلك ما يترتب عليه من نتائج للقصة وفي سياق معتدل وهذا من جودة الكتابة ورقي قلم الكاتب وفكره حيث يعيش الزمان والمكان والحدث ,اذا الثقافة تعني علم الشخصية الانسانية بكل تصرفاتها وكل ما يحيط بها وما يؤثر فيها او يطورها حسب الوسط .
والتطور الثقافي يحدث نفسه عبر المتغيرات المكانية والزمنية فمثلا التغيير الذي يحدث في قصة اسرة انتقلت من الريف الى المدينة فهناك فروض حياتية تجبرها على الدخول في ايطار التطور .