إسْتِمْرارُ المَشاعِرِ دائماً أهمُّ ……
الرأي العربي .. سمير ايوب ـ الاردن
الحياةُ السويةُ على العمومِ ، لا تَستَندُ في أيٍ من مساراتها ، على الكذب .
الصراحةُ راحةٌ وإن كَلَّفَتْ صاحبها الكثيرَأحياناً . فالكذبُ كسلوكٍ إجتماعي ،
مُهينٌ وإن كان بِجُرعاتٍ خفيفةٍ هامشية . وهو في أصله لا يجوز .
قد يكون أحيانا ، عَرَضٌ لحالةٍ مَرضيةٍ مُستعصيةٍ ، لأخفاءِ نَواقِص شخصية .
وقد يكون أحياناً أخرى ، عَتَبةً لتقريبِ وجهاتِ نظرٍ بين طرفين ، أو تَجَنباً لحرجٍ ،
او دفعاً لِضَرَرْ ، او إنقاذاً من تداعياتِ بعض الوقائع الميدانية .
الرجالُ مقارنةً بالنساء ، أكثرُ مهارةً وقدرةً على الكذب ، بِكلِّ أنواعه
ومُستوياتِه ومضامينه وأغراضِه . إلاّ أن حُزَمَ الحَواسِّ اللامُتناهيةِ عند النساء
( لا السادسه فقط ) ، تُمَكِّنَها من التَّفوقِ على الرجال في كشف الكذب .
فهي بما حباها الله من ملكاتٍ فِطريةٍ ،
تُتْقِنُ توظيفَ منظوماتِ مَجساتِها وقُرونِ الأستشعارِ عِنْدَها ، في دمجِ وفَكِّ ثَغَراتِ المعاني
اللفظية والمرئيةِ ، وتحليلها والبناءِ عليها . فالاصواتُ والكلماتُ ، أثناءَ التواصلِ وجهاً لوجهٍ ،
تُشَكِّلُ عادةً ( 20-40% ) فقط ، من الرسائل المبثوثةِ ، والباقي منها وهو حوالي ( 60-80% ) ،
هو إشاراتٌ سلوكيةٌ غيرَ لفظيةٍ ، تُغلفُ وتُؤطرُ المعانيَ الضمنيةِ ، وتَحتَضنها في ثناياها وأرحامِها .
من هذه الأشاراتِ التي يُسميها البعضُ لغةَ الجسد : تشتيتُ النظرِ في أرجاءِ المكان ،
تَحاشياً لِلتحديقِ المُباشِر في العينين . زِيادةُ في التَعرقِ وجفافٍ في الفم . والأصابة بالحكة والهرش .
وغالباً ما يضعُ الكذابُ يده في جيبه ، لِضَبطِ وتقنينِ حركتها . ولا يُطيلُ في إجاباته ، مُتحاشياً ذِكرَ تفاصيل .
والمُطَمْإنُ في الأمرِ يا أولي الأمر ، أن كل الدراساتِ التجريبيةِ المُحَكَّمَةِ ، قد أثْبتتْ بشكلٍ قطعي
الثُّبوتِ والدَّلالةِ ، أن كل النساءِ العربيات ( بلا إستثناءٍ ) والحمدُ لله ، دَهْقوناتٍ من الدرجةٍ الأولى المُمتازة .
يَتَمَتَّعنَ حَفِظَهُن الله سبحانه ، بالدرجة الرفيعة من هذه الملكات والحواس ، وقرون الأستشعارعن قربٍ
وعن بُعْدٍ ، وكلها عابرةٌ للحواس السادسة والسابعة وما بعد بعد ذلك وأكثر ….
ولكن!َ ، إلحاح المرأة المُؤطَّرِ بِدَفَقاتٍ من الأسئلةِ التفصيليةِ مُمِلٌّ ومُسْتَفِزٌّ .
ويُشَجِّعُ الرجلَ الذكيَّ المَكْشوفَ ، على الأعتقادِ أحياناً ، بأن إصطناعَ جٌرعةٍ من الكذب الغامض ،
مُفيدٌ لِتصريفِ الأمورِ وإستمرارِ العلاقه .
ولكن الشماتَةَ الشَكَّاكَةَ ، التي تَعقُبُ صَراحَتَهُ وصِدْقَه في حَضْرَتِها وبَينَ يَدَيْها ،
تقوده بالقطعِ ، إلى الندمِ على صراحته الطَيِّبَةِ ، وعلى الساعة التي مارس بها تلك الفضيله ،
وتقوده فيما بعد ، الى رفع منسوب التأويلِ المُلتوي والمُتَعَسِّفِ في كَذِبِه .
عندما تَتَباسَطا في الحديث ، تَعاوَنا معاً ، على مُقاومة الجرعات الخفيفة من التكاذب .
فاستمرارُ المشاعِرِ والعَلاقَةِ ، أهمُّ دائما ، من الأعترافِ بالحقائقِ أحياناً .
الاردن – 15/8/2015