الرئيسية » أدب الكتاب » ذاکرتي تَشتعل…خاطرة بقلم منال رضا مرعي

ذاکرتي تَشتعل…خاطرة بقلم منال رضا مرعي

خاطرة
———-
” ذاکرتي تَشتعل ”

منذ وقتٍ قد مَضى
مُنذُ آلاف السنين
وأنتِ تقيمين هناک
في بيتٍ من بين
البيوت القديمة
فترحَل عَني ذاکرتي المکلومة
إلى جدران البيوت المهترئة
تبحث عن مُستقر
تبحث عن فُتات الحُب
وسَبيل العشق الذي
يروي العُروق
داخل أغوار التاريخ
و في جَوف الکُتب
يتعالى صوتُ الحُروف
ويصدَح صدى قصص
الحُب الجَميل

أناجي قلبکِ مِن عُزلتي هذه
وخلفي ذکريات کالمطر وأمامي الدروب طويلة و الغُبار فوق الکلمات يتراکم
وعيناي باتت باهتة
وأنتِ مِثل جبال القُدس
شامخة، صامتة، وصابرة
تلتَفِ کلماتي حولک
وتأخذ من ملامحک الفريدة
وتکوِّن معزوفة موسيقية
وألحانها عاشقة و هادئة

يغوصُ نبضُ ذاکرتي کما أول مرة في
متاهات الزمن
أرى نفسي تمسَح على رأسک وتقرأ تراتيل وَ تسابيح دينية

هذا عشق أبدي

أنفُضي غبار البُعد
أعيدي لشفاهي البسمة
أقبلي لنتخاطر وتُلقي على مسامعي بعض الأساطير الرومانية القديمة
تخطي هاجس الحُب ثُم منهُ إلى قلبي

هذه رحلة من وَحي الخَيال
رحلة تقودها الذکريات
لکن أعودُ منها بِلى جدوى
عَقلي مُثقل بعد رحلة متعبة کهذه

لأجد نفسي بعيداً عنکِ
و خَفيفُ الوزنِ من قلة الشُعور
ترمي بي الرياح بين لماذا ؟ وماذا بَعد ؟
على طاولتي المُتهالکة ما زلتُ أنسجُ الکلمات
في معنى آخر ما زلتُ أتقيأ شِعراً

قَد سُلبت مِن حروفي معانيها
أصبحت حبيسة بين الأرض و السماء
عالقة في وسع الفَضاء في مَهَب الريح

إنّک تُقيمين بين ضلوعي
وتَحملين راية السَلام
سوفَ نُقيم إمبراطورية للحُب

هذا عشق أبدي

حبّ أزلي
لا يُمحيه
زوال الوجود

سوفَ أجدُکِ حتماً
قطعتُ عهداً مَع نفسي مِن جَديد

#منال_رضا_مرعي

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.