ذو الوجهين…
الأردن
كم صـاحبٍ في النفس كنتُ أظنّه … لي كالشقيقِ وأنّه لا يلْـــــــؤمُ
أرجو له كلّ السعــــــادة مخلصاً … وإذا ينـــــــالُ شقـــــــاوةً أتألّم
ومتى تبيَّنَتِ الأمــــــــور وجدته … في طبعــــه ملَقٌ يغُشُّ ويُـوهِِم
فإذا أُصِبْتُ تكشّفتْ أحقـــــــــاده … وبَدَتْ عليـــــه شمـاتةٌ لا تُفْهَم
يا صاحبي إنّي كشفتكَ فارعوي … ودََعِ النّفــــاق فإنّ ذلك أســـلم
إنّي وأنتَ كما علِمْتَ فواحــــــدٌ … يبني لصـاحبه وآخـــــر يهــدم
لا يستوي الرّجُلان ؛هذا مخلِصٌ … أبـــداً بصُحْبته وذلك مجــــرم
بئس النّفـــــاق سجيّةً ممقـــوتةً …كالداء يسري في النفوس فيُسْقِم
لا تأمننّ منافقـــــــاً لدقيقــــــة ٍ… إنّ المنـــــــــافق قد يضرّ ويؤلِم
يُبدي المـودّةَ كاذبـأً ومخادعــــاً … لكنّــــــــه أبـــــــــداً يكيدُ ويَكتُم
لو كان يمكنُ أنْ ترى أسـراره … لرأيتَ نارَ الحقد كيف تَضَــــرّم
لرأيتَ صدْراً في الحقيقةِ مظلماً … ورأيتَ وجهـــاً في المقابل يبْسِم
ولَراعكَ المكنونُ داخل صــدره … وبُهِرْتَ ممّـــــا لا يبـوحُ ويزعم
فإذا حضرْتَ سمعتَ حلْوَ حديثِه … وكأنّـــــــه من نشــــــوةٍ يتــرنّم
أو غبتَ جاءكَ منه ما لا تشتهي … فحديثــه في الغيْبِ مـــــرٌّ علقم
وإذا أتاكَ لِحــــــاجةٍٍ ,يسعى لها … كالحيّة الملســـــــاءِ بل هو أنعم
وإذا جلستَ اليه تطلبُ نُصْحـــه … لوجدتَه في نُصْحـِـــــــــهِ يتلعثم
وإذا تحدّث بالنميمــــة يومَــــــه … كالسّيل كان لســـــــانُه لا يُلْجَـم
ولشدّ ما تؤذيهِ راحـــةُُ جـــــاره … فيظلّ مهمومـــــاً يدُسُّ وينقِـــم
وإذا رأى ما قد يســــــرّ صديقَه … فلطعنــةٌ أحنى عليـــــه وأرحـم