رجلٌ . عجوز ..
أقبلت نحوَ نافذتي
ريح الجنوب
. صفيرُها مُشبع
بِرائحة الوداع .
تحملُ في طياتها رسائل
حزينة ودموع .
تصفعني .. برودتها
تنغرزُ في شراييني
أنياب الجليد
تعرت اغصاني .
وذابت الوانَ شَعري.
وإذ بي امام الحقيقةِ الكبرى
انا الرجل العجوز ..
اسير وحدي حافي القدمين تحت المطر .
تنغرزُ في صدري
الكوميديا السوداء
وبقايا كلماتها الأخيرة .
مازلت ملتصقة على شفاهي .
اسير في زقاق البردِ
تسير معي .
عيناها . والقمرُ . واحزاني..
انثر أشعاري على دروب
العاشقين تمائم
ارسم عينيها على الجدران
كتبت رسائل فيها بقايا رجاءٌ
وابتهالِ
ياهاربه مني عودي
حبك تمزق بقلبي قبل ان يولدا
انفاسك الأخيرة تفحُ باعراقي
وتنفخْ في اعظمي
فتجعل من رئتي موقدا
كفاكي هروبآ مني
فالرجل الشرير ليس أنا
سألتك بالله كوني رقيقتاً
ان شربت من كأسِ غدا
تذكري وأنتِ على باب خانٍ كان مقراً لنا ..
تذكري معنى الشدا
تذكري حين سرنا على درب الهوا
دفء يدينا
تذكري أن حبنا كان صرحآ شامخآ
وعصفورآ فرخ و غردا … #من_خربشاتي_احمد_المومني_