قصة قصيرة
سوار وحنين
سيدتي سيدتي …ناداها بصوت طفولي بريء
إلتفتت اليه مبتسمة
– نعم يا عبدالرحمان ماذا تريد يا بني ؟
كان يخفي شيئا بين أصابعه الملتفة حول بعضها
وضع هذا الشيء في يدها وكأنه لا يريد أن يعرف بقية الأطفال كنهه.
إحتضتنه وقبلته شاكرة
– شكرا لك يا صغيري
بسرعة أسرت معصمها المتمرد منذ سنين عن أي قيد بهذا الشيء
والتفتت إلى بقية تلاميذها قائلة
– أنظروا إلى هذا السوار الجميل الذي أهداني اياه صديقكم
إعتلت حمرة وجنتي عبدالرحمان واستوطن بريق الفرح والزهو عيناه الجميلتين .. والتحفه الصمت …والخجل إرتداه معطفا …
لبست السوار بمعصمها الأيسر تسارعت دقات قلبها وحملت تنهيدها كادت تمزق أضلعها عبر دهاليز العمر وحطت بها أجنحة الذكريات وقاطرة الحنين إلى محطة من محطات طفولة تفتقر إلى لحظات السعادة ولكن رغم كل التعب والشقاء توجد ومضات سعادة لا تنسى
كم كانت تنتظر عودة الحجيج لتفوز بسوار أو قلادة أو خاتم لتتباهى به أمام صديقاتها في المدرسة
ويكبر الزهو كلما كثرت الهدايا …
كانت تترقب شروق الشمس الذي يتباطىء ويتهادى وكأنه يتعمد تعذيبها بتمطط الثواني والدقائق والساعات المتآمرة مع بعضها البعض
كانت تسرع في إرتداء ملابسها وتناول فطور الصباح …وتذهب إلى المدرسة وتحاول لفت الانتباه بالحديث رافعة يديها حتى تبرز الأساور والخاتم اللماع وتميل يمنة ويسرة وتتفنن في القيام بحركات تجذب الأنظار إلى بريق الجواهر الكاذب الذي سرعان ما يزول ومعه تغتال فرحتها
هكذا هي حياتنا عمر الفرح فيها كعمر الفراشات …. وبريقها كبريق جواهرها المزيفة
ويعود بها الى فصلها سؤال تلميذة
-سيدتي من فضلك أريد الخروج
بعد رحلة قصيرة عبر دهاليز الماضي حملها سوار تجمعت خرازته المتدرج ألوانه من أخضر قاتم إلى أخضر فاتح.. تفرقها خرزات صغيرة فضية اللون……
……..الشاعرة سارة للصفوة 16/6/2019….
..من مجموعتي القصصية خواتم القهر