شاعر جزائري يحمل همّ العروبة ( قرود محمد ) ….. بقلم: ……… ميسون جمال مصطفى
نشرت بواسطة: nedal abo garbeh
في أخبار ثقافية
28 مارس، 2017
12,272 زيارة
شاعر جزائري
يحمل همّ العروبة
قرود محمد
بقلم: ميسون جمال مصطفى
ارتبط الشعر الجزائري بالقضية الفلسطينية ارتباطا وثيقا، فلم يترك الشعراء الجزائريون مناسبة إلا وعبروا فيها عن حبهم وتضامنهم مع أرض الرسالات. واستمر الحال بهم إلى وقتنا الحاضر، جيلا بعد جيل، يتناقلون هذا الحب ويحملون هم بلد لا تربطهم به حدود جغرافية ولا مناطقية، وإنما يرتبطون به بالعروبة والإسلام.
الشاعر الشاب “قرود محمد” هو من سلسلة متواصلة لشعراء، أتعبتهم هموم أمتهم بعامة وفلسطين بخاصة. ولد قرود محمد في 25 نيسان عام 1988 في حي دمد- دائرة مسعد، ولاية الجفلة في دولة الجزائر العربية.
درس في ابتدائية عبد الرحمن بن طاهر، وأنهى دارسته الإعدادية في مدرسة لهزيل مسعود، وأتم دراسته الثانوية في ثانوية حي دمد، وتخرج من جامعة زيان عاشور في ولاية الجلفة سنة 2011 وحصل منها على الإجازة في علم الاجتماع.
يكتب قرود الشعر الحر ولا يتقيد بأوزان الشعر العربية، كل ما يدور في ذهنه يترجمه على الورق إن كان شعرا أو رسما، فالإضافة إلى ملكة الكتابة فإنه يمتلك بجدارة موهبة الرسم التي تكمل الموهبة الأولى. صدر له ديوان شعري تحت عنوان” مذكرات رجل كئيب” عن دار ضاد للنشر في مصر، ويعمل على إصدار دواوين أخرى.
نشر في عدد من المجلات العربية، وكانت بدايته مع جريدة الحقائق الورقية التي تصدر في العاصمة الجزائرية، ونشر أيضا في مجلة همسة العربية المصرية، الفكر الإلكترونية، والوطن الجزائرية، ودنيا الرأي الفلسطينية. شارك في عدد من الأمسيات الشعرية والأدبية وفاز بجوائز عدة من خلال مشاركته في المسابقات الشعرية والأدبية.
يدرك قرود أن الجرح العربي واحد، ولا يرتبط بحدود جغرافية، وإنما ما يربطه أقوى، ولعل الرابط المشترك في الوجع والجرح هي” فلسطين” كونها قضية العرب الأساس، لذا نراه في قصيدة” تجاعيد القدس”، يثور على العرب قاطبة، ويشبه العروبة الحالية” بالوحل”، ومصطلح الوحل يدل على الدونية وموقع القدم. فالسيدة الجميلة ” القدس” كما يتخيلها، غارقة في القِدم، عنوان القصيدة” تجاعيد”، يدل على أن هذه المسنة قد تعبت كثيرا، ولم تجد حراكا فاعلا لها، ولا طبيبا حاذقا يعالج جراحها. كما يدعو من خلالها العرب بصورة غير مباشرة، إلى التوحد، وقد جمع ما بين الفرات وسيناء في قصيدته، فالفرات قادر على أن يروي سيناء لتمدها بالقوة وتزهر من جديد، لنرى بلاغته وجزالته في الجمع ما بين مفردتي الماء والصحراء في قصيدة واحدة.
سيدتي الجميلة..
وحـلُ العروبة قد لطخكِ
دعيني أغسل تجاعيد وجهكِ
بـحبر قصائدي
بــِماء الفرات المقدس..
أروي حقولها بالدموع والدم
لتنبت زهرة
اسمها قدس
زهرة يخاف منها الربيع
ويكسيها الشتاءعباءة بيضاء
ينصبها الصيف ملكة
على صحراء سيناء..
زهرة تنحني ولا تموت
ستموت فقط إن ازهرت ضمائر العرب
فـزهرتي نرجس..
لن تزهر والمسجد الأقصى
يدنس..
يدور حوار ما بين الشاعر وبين الوطن، ولكن لا يتضح لنا إذا ما كان الوطن العربي أم وطنه الجزائر ولكن بكلتي الحالتين فقد تعرّف إلى هذا المصطلح من خلال أمه، وهي كما يصفها لا تكذب، وهذا إن دلّ على شيء دل على أهمية الأم في بناء الأوطان، بالرغم من انتماء هذه الأم إلى الطبقة الفقيرة الكادحة، والتي يصر الشاعر على أنها كانت أجمل ما في الوطن. فالشاعر المغرد خارج سربه يفتح باب السؤال على مصرعيه.
– لا تسأل أحدا عني
فـَ أنا لم أعرفكَ إلا من خلال
قصص أمي وأمي لا تكذبْ..
– هل تتذكر وجه أمي ؟
– كانت أجمل ما فيك.
أم أنك لا تتذكر وجوه الفقراء
من الشعب ؟
الهم العربي يسكنه من القدس إلى الجزائر إلى شام العروبة، فيرى نفسه في رحم الوجع، وهنا تتضح شخصيته بجميع ملامحها شخصية مجروحة نازفة مما يحصل لأمته.
أسكن كوخًا في رحم الوجع
نافذته تطل على دمشق
يحيط بي سياج من قش
وكل ما حولي قدسٌ
كل ما حولي ينزف
سقف كوخي الهش
يقطر دما في شتاء القصف
ومظلة العروبة… تتمزق
قرود محمد شاعر شاب شق طريقه نحو الشاعرية والأدب، يتميز شعره الملتزم بالسهل والصريح، يعالج مشاكل أمته ووطنه بكل شفاقيه وصدق، أرى أنه سيحتل مكانا مهما في عالم الأدب العربي بعد حين.
بقلم شاعر جزائري يحمل همّ العروبة قرود محمد ميسون جمال مصطفى 2017-03-28
من كل قلبي …
أتمنى لك المزيد و المزيد من التألـــــــق يا كئيب … دمت وفيا للقضية الفلسطنية