صرخة مجاز
دقت ساعتي، وبتنهيدة مني، وعلى شاكلة أف مني، انطفأت شموعي، فتعالى التهليل بعيد مولدي، وتهافت الحشد على نهش كعكعتي.
فكأني، وانطفاء شموعي،قد نفضت نفسا ثقيلا، كان جاثما على صدري، طمست من خلاله، ماضيا، كان بالامس القريب، حاضرا في حياتي.
بل وكأني، والتهليل بعيد مولدي، رياء لحضرتي، ونفاقا لحالي، الذي ما كان يكون لو لا أمسي.
ساعتها، انزويت بركنية، بعيدا، بعيدا، وأطلقت العنان لمخيلتي، فتناثرت حبلى بذكريات، تراءت في ناظري، كشريك متعدد الحلقات.
حينها، همت نشوان بين احضانها، والحنين يكاد يميتني، فإذا بالمر فيها، سرعان ما غدا حلوا بذكراه.
وهنا، استحضرت يوم مولدي، فإذا به صرخة، تلاها تمتيم فتلعتيم فتكليم.
فأزلفت إلى الكتاب، وحفظت اليسير من القرآن، وياليتني، أتيت عليه كله، فجيء بي الى التعليم العصري، وقضيت به عمرا طويلا، وكنت نابغة أقراني، وكانت النتيجة، الحصول على الشهادة العليا.
فكانت الفرحة لا تطاق، وعلى أوسع نطاق، الا ان هذه الفرحة، سرعان ما تلاشت، وخلفت وراءها حسرة عارمة.
فتقادفتني مباراة التوظيف، حتى يئست مني ويئست منها، فاستقبلني الشارع، عاطلا باطل
آنذاك، بدت لي والشهادة، كظاهر الوشم في اليد، فسميت بالاستاذ، وسميت بالمسكين، وبين هذا وذاك، شرخ، رمى بي خارج الركب.
فعمني يأس قاتل، وغدا الأمل محالا، فتنكر علي الجميع وتباهى علي بائع السجائر بالتقسيط، فانتابني الندم، ومن حيت لا ينفع الندم.
وعلى غير بغتة، وجدت نفسي، أنآى بنفسي، خارج مسقط رأسي،
وطرحت الشهادة والاستاذية جانبا،
فكانت بدايةمشوار موفق، فتم لي عند ذاك، التهليل بعيد مولدي…
ذ.ماهل عبدالاله/المغرب