حتى متى
الرأي العربي .. صلاح العشماوي ـ مصر
صُبَت كُؤٌّوس الوَجد فارتَجَفَ الهوى
َ في أضلعي و تَبَدّلت أركاني
و بدا ارتعاشي يستفيضٌ و خافقي
كالطير يشكوٌ غربة الأوطان
فلكم ثملتٌ و مانسيتٌ تذكري
لِعهودها مع أنه ٌ أنساني
و يحي فما أدركت يوما أنني
أمضي إليها مغمض الأجفان
ما عدت أدري ما أحل بداخلي
و كأن شيئا قد غزا و جداني
فأنا الذي يزداد ظمأي كلما
وافيت عذب بحورها فسقاني
و غدوت أسأل حائرا ماذا جرى
ماذا دهاني !! ما الذي أضناني
ما أن تعلق ذا الفؤاد بظبية
ألحاظها قد أرقت أجفاني
فتحول القلب السعيد بحبها
صبا خفوقا شارد الأذهان
برزت تحاكي البدر حين رأيتها
و كأن عيني قد رأت عنواني
شهدت لها النجمات حسن جمالها
و لوصفها لا يستوي القمران
تصبو لها الاشعار حين أخطها
و بسحرها مختلة أوزاني
يا نسمة الصبح التي مرت بنا
فلتسكني في صدري- الولهان
كوني رسولا للمحبة بعدما
لامست ذاك الوجه و الوجدان
يامن لها قض الغرام مضاجعي
صبري على ذاك الجوى أعياني
حتى متى سيظل جفني حائرا
حتى متى يا مهجتي سأعاني
حتى متى سيهز أطراف الدجي
أصداء يأسي دون أن تلقاني
أشكو إليك و ما مللت تواجدي
في ليلك الغافي على أحزاني
أقتات من كاس المرار تصبري
و أمني أشواقي مع الحرمان
أدنو إلى طيف يؤازر وحدتي
و لكم تحسس لوعتي فرثاني
أنت التي أذكت حروب لواعجي
و أقمت في ساح الهوى عصياني
و لك امتطيت جواد أحلامي التى
أمست بأوراقي سطور أماني
يا نبض نبضي قد ملكت حشاشتي
و مشاعري فيض بلا شطآن
صبي كؤوس الصبر بين جوانحي
علي أريح النبض بضع ثوان
أو فاخرجي من ذكرياتي كلها
و دعيني أرقص حيث كان مكاني
هيا انزلي من فوق عرش لحظة
ودعي غرورك طالما أدماني
كوني على عطشي كغيث سحابة
به أحتمي من لفحة الهجران
هيا اعبري من فوق نبض قصائدي
كفراشة تغفو على أغصاني
ﻻ تتركي هذي الحروف حزينة
هي دمعتي .. هي لوعتي .. و حناني
يا أنتِ سري .. يا ربيع جداولي
حتى متى أحياك في كتماني
…………
صلاح العشماوى