صمتا أيّها الأوغاد
بقلم زهور العربي – تونس
صمتا أيّها الأوغاد
سمعا يا من أصابكم وقر
أنا الشاميّ في حضرة الله
أتجلّى ملاكا
في برزخ البراءة يتهجّد
لألتمس عدله فيكم
أتطهّر من مآسيكم
وأبكي في حضرة الرّبّ
زمانا فيه كنتم الأخيار
فيه كنتم الأصل والمركز
يا الله أشهِدُكَ
قرأتُ في السّجلات
أنّ صلاح الدّين أعاد لنا أراضينا المقدّسة
و المعتصم كان لا يرضى الضّيم
يهبّ لنجدة المظلوم
هبّة الأسد
وأنّ طارقا شيّد بالفتوحات لنا جبلا
و الصّدّيق دخل الشّام منتصرا
يا الله أنحن فعلا أحفاد صلاح الدّين ؟
والمعتصم ؟
وعمر المختار؟
وأين سيف طارق البتّار ؟
أين جواده الغيهب ؟
أحقّا نحن أبناء هذه الأمّة !
أحقّا نحن زينة الدّنيا ؟
ففى العراق أحبابك أشلاء مبعثرة
في اليمن لهم الرّكام مقبرة
في فلسطين يمامات سلام مهجّرة
في ليبيا وكوباني وبورمة
أحبابك يا ربّ حطب لمحرقة
يا حقّ أجبني
أحقّا أنا وأترابي أحبابك !!
إنّي أجثو موجوعا ببابك
أجبني يا أللّه
أكان لابد أن أهرب
وأهيم على شواطئ التّيه
كالنّورس بلا عشّ
أكان لا بدّ أن أغرف لترتعش شواربهم
أكان لا بدّ أن أمتلئ بالملح
لتستيقظ بعض نخوتهم
أجبني يا الله ، إنّي ظلّك في الأرض
ألقى الظّلم والتّشريد والذّبّح
ويُسلب منّيَ التّاريخ والوطن
يا الله ، أرأيتَ جرائمهم
بعينك التي لا تغفو ؟؟
البحر كان بنا أرحم
الحوت كان بنا أرأف
أشكوك الأهل يا الله
فسكين ذوي القربى
نحرتنا قبل أن نغرق
ذبحتنا قبل أن نغرق
تونس 6\9\2015