نثر .ضائعون في أنانيتنا الشرسة
نحن ضائعون في أنانيتنا الشرسة،
مقيدون بالكبرياء، بقوى قاسية ومتوحشة.
الجدران ترتفع، والقلوب تذبل،
والحب، ببطء، يذوي في الظلال.
نتوه في متاهة لا نهاية لها،
حيث تقودنا الأنانية بعيدًا عن الدروب الإنسانية.
تتقاطع النظرات لكن لا تلتقي،
وتغلق الأرواح في صمت مطبق.
العالم صغير حين تسود الأنانية،
تنغلق الآفاق، وتتلاشى الأحلام.
في قلب مقيد، أسير الأنانية،
تنكمش الحياة، تفقد صداها.
الأنانية صحراء بلا نهاية ولا حدود،
نتوه فيها وحدنا، بلا نور، بلا دليل.
كل خطوة نخطوها في هذه الهاوية السوداء،
تبعدنا عن الآخر، عن الأمل، عن المعرفة.
لكن وراء السجون التي نسجتها الأنانية،
يوجد نور ينتظر أن يتم تقاسمه.
في كل لفتة حب، وكل لمسة عطف،
نكتشف الخلاص، السلام، والعدالة.
العالم يتسع عندما نلمس الأعظم،
عندما ترتقي الروح نحو الحب المتدفق.
في النور الإلهي، كل شيء يتجلى،
ويشع القلب بمشاعر خالصة صادقة.
الارتباط بالسامية يحرر الأرواح،
ويفتح الطرقات مثل شمس تشرق.
عندما نعيش من أجل الآخرين، يمتد الكون،
وينفتح اللامحدود، بلا نهاية، بلا انعطاف.
في بعض الأحيان، يكفي مجرد لفتة، يد ممدودة،
لكسر تلك السلاسل واستعادة الرؤية.
لأن في الحب المشترك والعطاء السخي،
نجد الطريق، وتتحرر الروح أخيرًا.
الأستاذ عبد الحكيم القادري بودشيش.
13/10/2024