يسود هذه الايام ، وخاصة بعد العملية التي استهدفت قبل اسبوعين مستوطنين بالقرب من مستوطنة حومش المخلاة ، جدل في اسرائيل حول علاقات التناغم القائمة بين جنود الاحتلال وبين المستوطنين وما يسمى مركزي الأمن في المستوطنات ، وما يولده ذلك من ردود فعل لدى المواطنين الفلسطينيين . فقد وصف مسؤول أمني إسرائيلي في الضفة الغربية بأن اسرائيل تفتعل حالة فوضى أمنية عارمة ، تصاعدت مؤخرا في ظل عدم محاسبة المستوطنين على انتهاكاتهم ضد الفلسطينيين . وتتجلى هذه الفوضى الأمنية بمُركزي ( ضباط ) الأمن في المستوطنات، الذين لا يخضعون لمسؤولية ولا مراقبة أي جهة خاصة انهم ليسوا جنودا أو أفراد شرطة من جهة ، ومن الجهة الثانية هم مسؤولون عن الأمن في المستوطنات، ويحملون السلاح ويستدعون فرق الحراسة (من المستوطنين). وتسمح سلطات الاحتلال لهم باعتقال فلسطينيين. وهم يعملون مقابل الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومع حرس الحدود في المستوطنات بما فيها تلك المحيطة بالقدس. ويتم توظيف مركزي الأمن بواسطة مناقصات، وتدفع المستوطنات رواتبهم من ميزانيات يتلقونها من وزارة الأمن . ويزود الجيش الإسرائيلي مركزي الأمن بالسلاح وبسيارات أمنية. ويخضع هؤلاء في المستوطنات لأمر عسكري يمنحهم صلاحيات واسعة جدا، تشمل إمكانية توقيف فلسطيني أو اعتقاله أو تفتيشه أو مصادرة أشياء شخصية. وتم توسيع صلاحيات مركزي الأمن، في العام 2009، بشكل يسمح لهم بالعمل خارج المستوطنات ، الذي يوصف بـ”حيز الحراسة”، وبما يشمل بؤرا استيطانية عشوائية . وبعد توسيع هذه الصلاحيات نفذ مركزو أمن في المستوطنات اعتداءات ضد فلسطينيين ، ومن الامثلة على ذلك الاعتداءات التي وقعت في قرية جانية، في العام 2019، عندما اقتحمها مركز الأمن في مستوطنة “طلمون”، يعقوب إلحرار ، وأطلق النار باتجاه مواطن فلسطيني، ثم دخل إلى صالون حلاقة واعتقل فلسطينيا ليسلمه للجيش ، وعندما سأل الفلسطيني عن سبب اعتقاله، أشهر إلحرار سلاحه في وجهه. وفي حزيران/يونيو الماضي، أطلق مركز الأمن في مستوطنة “يتسهار”، أحد معاقل المستوطنين المتطرفين الواقعة جنوبي نابلس ، النار باتجاه فلسطيني بالقرب من المستوطنة على الرغم أنه لم يكن يشكل خطرا، وأن إطلاق النار تم خلافا لقرار ضباط الجيش في المكان، إذ أن قوات الجيش وصلت إلى المكان قبل مركز الأمن. و مركز أمن مستوطنة “روتيم”، الذي طرد رعاة فلسطينيين وتعامل بعنف مع ناشطين يساريين اسرائيليين مناضين للاستيطان وممارسات المستوطنين .
على صعيد آخر صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء ، التابعة لبلدية الاحتلال في القدس على خطة لإقامة حي استيطاني جديد غرب صور باهر . وتقترح الخطة إنشاء حي جديد يضم 1215 وحدة سكنية، وبرجاً مكوناً من 28 طابقاً، و11 مجمعاً سكنياً بين 7 و11 طابقاً. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم واجهة تجارية باتجاه الطريق الرئيس في الحي في 6 قطع سكنية، وقسم واحد للأماكن العامة المفتوحة المجاورة للمباني مع توفير مساحة عامة مفتوحة و9 قطع للمباني والمؤسسات العامة، والتي تشمل مدرسة ما بعد الابتدائية، ومدرسة ابتدائية، ورياض أطفال وقاعة رياضية .وقال رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون: “نستمر في بناء القدس. بناء المجمع السكني جنوب رمات راحيل جزء من سياسة البلدية لزيادة المعروض من المساكن بالمدينة، من خلال البناء في مناطق خالية وتعزيز التجديد الحضري .
وأقرت اللجنة كذلك خطة إخلاء وهدم مباني قديمة من طابق واحد في مستوطنة “جيلو” وبناء برج من 35 طابقا ومجمع استيطاني مكانها بمجموع 800 وحدة استيطانية وذلك بالقرب من خط سكة الحديد الجديدة القطار الخفيف وتوسيع منطقة البناء “د” بالضعف لتستولي بذلك على مساحة واسعة من أراضي الولجة. وقدم الخطة الاستيطانية الجمعية الصهيونية للتجديد والانبعاث في القدس-، على مفترق طرق في منطقة جميلة جدا على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 12 دونما. وقالت هذه الجمعية ان هذا المشروع ميزته الكبيرة في قربه من خطي سكة حديد خفيف معتمدين – الخط الأخضر، الذي من المتوقع أن يبدأ العمل في نهاية عام 2024 وأوائل عام 2025 ، والخط الأزرق الذي سيبدأ في مرحلة لاحقة . وكشفت النقاب عن ان هذا المشروع سيضيف 800 وحدة استيطانية أي 800 عائلة جديدة، وبرج من 35 طابقا يمكن من خلاله رؤية جبال الخليل والبحرين الميت والأبيض المتوسط ، و4000 متر مربع من المساحات التجارية والتوظيفية وآلاف الأمتار المربعة للمباني العامة من مدارس وملاعب ومسابح وحدائق عامة وكنيس . ومن الجدير بالذكر ان اللجنة أقرت نهاية العام الماضي 2021 ، بناء برج من 17 طابقا ،وفى الخطة المكملة جاء بناء 3 أبراج من 35 طابقا كل منها. وقالت الجمعية التي قدمت هذه الخطة ان من بين جميع الوحدات الاستيطانية في المخطط، سيتم تخصيص حوالي 160 وحدة سكنية صغيرة للأزواج الشابة . وذلك مكان مباني قديمة من 4 إلى 3 طوابق في المجمع تشمل 182 وحدة سيتم إخلاؤها لصالح المشروع الجديد. . ويندمج المخطط حسب القائمين عليه مع زخم البناء الاستيطاني في القدس بشكل عام وفي مستوطنة جيلو على وجه الخصوص التي يرتفع عدد سكانها لتشكل منطقة توسع كبيرة في حدود القدس باتجاه الضفة الغربية وامتدادا للتكتل الاستيطاني في غوش عتصيون .
وفي بقية مناطق الضفة الغربية تتواصل الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم بتناغم واضح بين المستوطنين وجنود الاحتلال . فقد شرع مستوطنون بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في أراضي قرية بورين جنوب غرب نابلس كامتداد لمستوطنة “يتسهار” المقامة على أراضي القرية وعدد من القرى المجاورة.وقال مواطنون من القرية إن المستوطنين وضعوا خلال الأيام الأخيرة عددًا من البيوت المتنقلة في الموقع عند سفح الجبل الذي تقوم فوقه المستوطنة، فيما تتواصل أعمال التجريف هناك والتي شملت 50 دونما .
وفي الوقت الذي يتم فيه غض النظر عن تمدد البؤر الاستيطان في اكثر من منطقة في مختلف المحافظات وفرت الادارة المدنية مختلف التسهيلات للمستوطنين للقيام بتنظيم بطولة للدراجات النارية على الطرق الوعرة في شمال الضفة الغربية بهدف دعم المستوطنات وتشجيع الاستيطان ، وذلك بالشراكة مع “مجلس السامرة الاستيطاني الإقليمي”، و”الاتحاد الإسرائيلي لرياضة السيارات”، وقد جرت المسابقة للمرة الأولى في ما يسمى منطقة شاحاك الصناعية قرب “مستوطنة شكيد” شمالي الضفة الغربية وشارك فيها حوالي 140 متسابقًا. وأعرب رئيس مجلس السامرة الاستيطاني اليميني المتطرف يوسي دغان ، عن أمله في أن يصبح إجراء هذا السباق في هذه المنطقة تقليداً لسنوات عديدة أخرى خاصة وأن السامرة حسب زعمه تقع في قلب إسرائيل تاريخياً وجغرافياً وينبغي أن تكون مركزاً ثقافياً وسياحياً، فهي ملك لكل الإسرائيليين، ومفتوحة لهم جميعاً
وفي خطوة مستهجنة نظم جيش الاحتلال الأسبوع الماضي جولة لضباط من الجيش الأميركي في مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي، عبر اعتماد الناطق بلسان مستوطني الخليل نوعام أرنون من أشدّ المستوطنين تطرفاً، والتكليف رسمياً أن ينظم يوما دراسي للضباط الأميركيين في مدينة الخليل. وشملت الجولة التي نظمها المستوطن المذكور للضباط، زيارة للحرم الإبراهيمي الشريف والمستوطنات اليهودية في المنطقة، بما في ذلك الأحياء الاستيطانية في مدينة الخليل، وما يُسمّيه الاحتلال “المتحف اليهودي” في التجمع الاستيطاني هداسا في الخليل.
وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير:
القدس: أجبرت سلطات الاحتلال عائلة أبو كف المقدسية على هدم منزلها في قرية صور باهر بحجة البناء دون ترخيص ، بضغط من بلدية الاحتلال التي أبلغتها قرار الهدم، أو هدمه بآلياتها وتحمل تكلفة الهدم التي تصل إلى 150 ألف شيقل، وأخطرت بالاستيلاء على قطعة أرض في بلدة العيسوية،تعود للمقدسي علي درباس بمساحة 400 متر وسط بلدة العيسوية بزعم أنها ساحة عامة منذ التسعينيات رغم أنه يملك أوراق ملكية لقطعة الأرض منذ عام 1980 ، كما اقتحمت شرطة الاحتلال أرض الأسير فادي عليان، في بلدة العيسوية، وطالبت ذويه بهدم حظيرة من الحديد والطوب مقامة على الارض ، كما اقتحم عشرات المستوطنين يتقدمهم عضو الكنيست الاسرائيلية المتطرف إيتمار بن غفير، ونائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس آريه كينج ، حي الشيخ جراح تحت حراسة شرطة الاحتلال . كما هدمت آليات بلدية الاحتلال برفقة الشرطة مغسلة مركبات في بلدة العيسوية ومقبرة قيد الإنشاء في قرية أم طوبا والتي يجري العمل عليها لتوسعة مقبرة القرية القديمة. وقدم النائب العام للاحتلال ، رده إلى محكمة الاحتلال العليا على استئناف عائلة سمرين في حي وادي حلوة وحكم بأنه لا يوجد لديه مانع لطرد الأسرة من المنزل الذي تم بناؤه في الخمسينات . وأجبرت بلدية الاحتلال المقدسي جمال محمد علي على هدم منشأته التجارية قيد الإنشاء، على مساحة 150 مترا مربعا في مخيم شعفاط، و أصدرت قرارًا بهدم “التقوى” الذي لا يزال قيد الإنشاء ببلدة العيساوية شمال شرق القدس المحتلة خلال 15 يوماً من تاريخ إصدار القرار؛ بدعوى “عدم الترخيص.
الخليل: أصيب مواطنان بجروح في هجوم نفذه مستوطنون مسلحون من مستوطني “سوسيا”، على قرية سوسيا في مسافر يطا ، كما وزعت سلطات الاحتلال إخطارات جديدة بالهدم في مسافر يطا وهدمت ثلاثة منازل، وغرفة لتربية الأغنام وبئري مياه وبركسين يعودان للمواطنين محمد أيوب أبو صبحة وأكرم ساري أبو صبحة . . ونفذ مستوطنون أعمال حفريات وتخريب على مدخل المسجد الإبراهيمي الرئيسي تحت حماية قوات الاحتلال وهي استكمالً لأعمال الحفريات التي بدأت منذ عدة شهور في الساحات الخارجية للحرم ، لتركيب مصعد لخدمة المستوطنين واقتحم مستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال قرية بيرين جنوب الخليل، وداهمت عددًا من منازل المواطنين وقامت بتفتيشها، ما أثار حالة من الرعب والهلع بين الأطفال والنساء، وتصدى أهالي القرية للمستوطنين، وأجبروهم على الخروج منها.
بيت لحم: أخطرت سلطات الاحتلال بهدم ووقف البناء في 8 أماكن مختلفة في بلدة نحالين غرب بيت لحم إضافةً لمسجد وغرف زراعية في 8 أماكن متفرقة بالبلدة. وهدمت جدرانا استنادية في قرية الولجة في أراضي تقع بمنطقة “خلة الحور” وسط القرية، تعود للمواطن جميل علي أبو حمدان، وأخرى في منطقة خلة السمك، تعود للمواطن صالح حلمي خليفة وجرفت أراضي زراعية واقتلعت عشرات أشتال الزيتون واللوزيات، وهدمت جدرانا استنادية وخزانا للمياه في بلدة بتير في منطقة القصير والخمار، وشرعت بتجريف أراضٍ زراعية تقدر مساحتها بنحو 40 دونما، و اقتلعت عددا من أشتال الزيتون واللوزيات، تعود لمواطنين من عائلة عسيلة وعوينة، كما جرفت طريقا تمر من وسط أراضي المواطن محمد فهد عوينة، للوصول إلى الأراضي الزراعية التي يجري تجريفها في الإطار
رام الله:أقدم مستوطنون على دهس قطيع مواشٍ في منطقة السهل قرية المغيّر بواسطة “تركترون”، ما أدى إلى نفوق رأسي غنم وإصابة 3 أخرى للمواطن فضل أبو عليا، ، بالتزامن مع قيام سلطات الاحتلال بتسليم إخطار هدم بركسين لتربية المواشي، مساحة كل منهما 50 مترا مربعا، بذريعة إقامتهما دون ترخيص في تجمع “القبون” البدوي قرب القرية وإلا ستقوم سلطات الاحتلال بهدمهما ومصادرتهما. ورشق مستوطنون، مركبات المواطنين بالحجارة أثناء مرورها قرب مستوطنة “بيت إيل” على مرأى من قوات الاحتلال، ما أدى لتضرر عدد من المركبات وتحطيم زجاج بعضها. وتصدى أهالي قرية بيتين لهجوم نفذه مستوطنون على منازلهم، على مرأى من قوات الاحتلال، الذي تدخل لحماية المستوطنين وتأمي%