طال الغياب
مهداة إلى أهلنا في فلسطين والشتات
/ فلسطين
دار تركنا بها أهلا وجيرانا
بين المحاجر نلقاها وتلقانا
حلت بلُبّي محل الروح من بدني
واستوطنت من شغاف القلب أركانا
يا طيب محشرها يا طيب منشرها
يا طيب معشرها أرضا وسكانا
يا حُسن منبتها سهلا ورابية
أكرمْ بأنفاسها ريحا وريحانا
قد بارك الله رب العرش تربتها
حتى علت فوق هام الكون سلطانا
حملتها في ضلوعي بين أوردتي
وحرّقتني مدى الأيام تحنانا
بين الدروب كتاب فيه قصتنا
وفي الشّتات ضباب من حكايانا
طال الفراق وطالت فيه غربتنا
فهل يكون قبيل الموت ملقانا
إنا ركبنا سفين البين من زمن
فطوحتنا بأرض الله أزمانا
وقد سقينا كؤوس الحيف مترعة
قهرا وذلا وتجويعا وحرمانا
ماذا أقول إذا أوجاعنا نكأت
وجرعتنا الأسى خسفا وخذلانا
ماذا أقول لفيروز إذا صدحت
أجراس عودتنا فلتقرع الآنا
مادا أقول وقد عاثت بقصعتنا
كلاب سام وبالت فوق مسرانا
إنا شكونا سراة القوم علتنا
فقدمونا لأهل العجل قربانا
يا من سمعت بما نلقاه من عنت
هلا عددت قبيل الفجر قتلانا
الموت يسحق والشاشات تنقله
وانت تمرح في دنياك جذلانا
هدوا البيوت على أجساد من سجدوا
واستعملوا الهدم والترويع عنوانا
لله يا نفس ما أودعت في جسدي؟
قلبا يفجر في الأعماق بركانا
يا صاحبيّ أحق ما يحيط بنا
وهل يصدّق ما يجري بدنيانا
إنا لفي زمن عمت مفاتنه
بات الحليم ورب البيت حيرانا
تبا لعرّة هذا العصر من بشر
الخزي أولى بمن ولّى ومن خانا
سلمت يمينك يا صقرا عزيمته
فوق الثريا فما كلّت ولا لانا
يا من ركبت خيول الله تنصُرُه
لأنت أرجل خلق الله إنسانا
بين السنابك نصر الله تقنصه
أوبالشهادة جناتٍ ورضوانا
يجزيك رب الورى عن كل موقعة
بالصّبر فضلا وبالإقدام إحسانا