أطفال بعمر الورود فتحوا أعينهم ليجدوا باب الهجرة الملجأ الوحيد لهم ليهربوا من بيئتهم التي لم تحتضنهم ولم ترعاهم والتي سلبت منهم طفولتهم في عمر مبكر وجعلت منهم رجالاً صغار قبل أوانهم.
هؤلاء الرجال الصغار اختاروا الهجرة سبيلاً لتأمين حياة أفضل بعيداً عن مآسي الحياة وظلمها لهم. يمكننا تقسيم هؤلاء الأطفال إلى خمس مجموعات حسب أسباب هجرتهم :
أطفال غادروا بلادهم هرباً من ظروف الحرب.
أطفال هربوا من معاملة أهلهم السيئة وعنف المدرسة تجاههم بسبب تقصيرهم الدراسي.
أطفال ذاقوا مرارة الفقر ومعاناة الحياة خرجوا لتأمين فرصة عمل وكسب المال ليستطيعوا النهوض بعائلاتهم من حالة الفقر إلى حالة الاستقرار.
أطفال بريئون لم يروا من الحياة شيئاً أرسلهم أهلهم لتأمين حياة أفضل فوقعوا ضحية استغلال المهربين وتجار البشر.
هل من حلول للحد من هذه الظاهرة العالمية؟
هذه الظاهرة كباقي الظواهر لها حلول ليست بالمستحيلة لكنها تحتاج لوقت ومجهود كبيرين وأهم الحلول المقترحة:
التركيز على التدريب في البرامج المدرسية والاهتمام بمستوى التعليم وحماية الأطفال من العنف والتركيز على دور الموجه التربوي في المدارس مما يجعل لدى الأطفال حافزاً مهما لاستكمال دراستهم وتحفز الجيل الصاعد على حب الوطن والرقي به للأعلى.
القضاء على المحسوبيات وتحقيق المساواة والعدل بين الشباب مما يؤدي لتأمين فرص عمل للشباب حسب مؤهلاتهم وخبراتهم والحد من البطالة.
إعطاء الشباب حق حرية التعبير عن الرأي والمعتقد وعدم اضطهادهم سياسيا.
مامصيرهم بعد الهجرة؟
ليس كل من هاجر استطاع تأمين حياته التي تمناها، ومنهم مازال يعاني حتى الآن ولم يحصل على إقامة ليستطع لم شمل عائلته، ومنهم بقي مشرداً في الشارع، كما توفي منهم غرقاً قبل وصوله البلاد، ومنهم أيضاً من اُستغل من قبل المهربين وتجار البشر.
إن الحياة عبارة عن سياسة مسايرة بين طرفين “الشعب والحكومة” فالشعب يريد الأمان والحماية والعيش الهني والمعاملة الحسنة ليقدم كل ماعنده للحكومة لترتقي به وتصبح بلداً متقدماً يفتخر به.
تقرير سلام الصباغ