——–عالم من ورق
عالم من ورق متناثر في كل زاوية من زوايا الحياة –هو في البشر –في مواقفهم في عملهم والورق هو عبارة عن هشاشة في التفكير والرؤية لأنه يصنع بناء على مزاجية ورغبات ومنافع أو قوة الصدق وسمو الحركة العقلية القائمة على المصداقية —كلام يطير في عالم الأوراق كما تطير الطيور في كبد السماء –كلام يضيع في عالم مصنوع من قصاصات وريقات صنعها الفكر البشري حتى أصبح العالم في قبضة ورقة تحدد المعالم والطرق —-فالتاريخ ورقة وميلاد الشخص ورقة وتدرجه العلمي ورقة وعمله ورقة —حتى وفاته تحددها ورقة وفي النهاية هي الصدق لأنها وثيقة إثبات وقد كادت لتلك الأوراق في الماضي عنوان حضارة ومجد أمة في كل شيء لانتفاء مزاجية المصلحة ولتوفر صدق صناعة الورق –صدق قلم يخط عالما ويكتب فيه رموز البشر أما الآن وفي مجتمعنا العربي وفي ظل التطور الشيطاني للذهن أصبح العالم بأكمله عبارة عن ورقة ميتة صفراء تتجاذبها عواصف الرياح —–تشدها أمواج جذب ومد لتركنها في مزبلة السقوط حتى أصبح العالم كله يدور في رحى طواحين الورق وطبعا لتلك الأوراق أشكال وأنواع وألوان تختلف من مكان لآخر وفق سلاسة الرؤية الفكرية وتبعا للشخصية الإنسانية وهذا أمر منطقي ولكنه خرج عن دائرة الوجدان وبالتالي أصبح العالم أسيرا”ومقيدا” —مسلوب الإرادة في إجراء أي محاكاة أو جدل لمنظومة تلك الأوراق مما أدى بالفكر إلى الغفوة والجهل والتخلف —وأصبحت الحياة تبنى على قصاصات ورق تتناثر لتحدد المعالم وليستقبلها العقل النائم بترحاب شديد وأي صحوة فكر في هذا المضمار تجد اشتعال مهاترات الجدل فيتكون برجا من الفتن يهدم آخر معاقل البناء
عالم من ورق ——صنع من فكر شيطاني أراد للحياة هيكلة خاصة من السقوط –عالم أصبح بقبضة ورقة جرداء بالية هدمت صوامع العز فليكن عالما من ورق ولكنه ورق مجد مصنوع من فكر إنساننا العربي الأصيل وليبقى العقل في حالة تأهب لكل الورق حتى نسمو ونشمخ فوق القمم
—————-صباح الفكر
المحامية رسمية رفيق طه—————