عودي لنقرأ من جديد صمتنا
فلكل صمت في العيون مقام
وارمي على موج البعاد توجعي
إن التوجع داخلي إعدام
إن شدت وصلك في بقاع براءتي
واستطردت في خافقي الأزلام
فتبتلي للوصل إني عاشق
عصفت بغصن يراعه الأيام
إن أذنت بالقرب روحك فاعلمي
أني لروحك مسجد وإمام
ما ضمد الجرح العميق توجعي
أو لان من طول الكلام هيام
لكنني رغم الموات يشدني
حلم تقابل ظله الأوهام
زيدي المسافة بيننا أو حطمي
جسرا تموت بقطعه الأحلام
فأنا المحب ولست من ينسى التي
مني على ضلع الحنين تنام
زفي خيول الروح فوق حصادنا
فلكل خيل فارس ولجام
ما أورق الغصن العليل بميت
روح الحياة إذا قضى العلام
إني زرعتك في يقين تضرعي
والقلب دونك في الهوى صوام
فتجرعي ما كان يوماً بيننا
حرفا تنوء بحمله الأقلام
لو مر بي طيف البعاد للحظة
تنأى المشاعر تنجلي الأسقام
فالحب جرح واشتهاء قاتل
يفنى إذا ملك العيون رغام
فاستمسكي يا مصر بالود الذي
عقمت لمثل نقائه الأرحام
جرحت خيول الصبر في أعماقنا
لكن خيلك زانه الإقدام
باب الوفاء لمن أحبك موصد
والناس في زمن الخنوع نيام
فلتفتحي باب العروبة مرة
تجدين كل من احتبست قيام
بقلم الشاعر المصري – ياسر فريد محمد