خاطرة
🍁 غصة الفؤاد 🍂
– حل الصباح كأي صباح أخر في كتاب سنة 2020، هل إنتبهتم إلى هذين الرقمين 20 و20 مند إجتمع في سطر واحد ونحن نعزف الحزن والسجن والدموع والخوف. كم أود أن أنقص رقم أو أضيف رقم أخر؛ لست أتحدث عن الأرقام ولا علم لي بالأرقام ولا أهتم بدراستها ما يشغل تفكري هو الألم والحزن والفراق لقد تجرعنا من جميع كؤوس الوجع. لكن هذا الصباح كان عزفه مختلف كانت سنفونية الموت تعزف بقوة وهناك رائحة في الأرجاء. لقد حللتها تلك الخياشم في أنفي! أجل إنها رائحة الموت وفي الفؤاد غصة تخنق الأنفاس. يا ترى من ستسقط أوراق شجرته اليوم؟ عيوني تحمر كالجمر والدموع تنهمر بشدة ولا أدري سبب نزولها. ما بك أيتها العيون هل تتهيئي لفراق أحد للأبد؟ تلك الغصة سلت أوثار روحي، فلم أحسن العزف أو الرسم و حتى الكتابة أبت أناملي العزف على حروفها. صرت أعد التواني التانية بعد الأخرى. أقطف الساعات من يومي لينتهي فإحساسي لم يخوني يوماً. قارب المغرب وتهيأة للصلاة، دق جرس الفؤاد بقوة فقد التوازن. جرس الباب يخفق. وكلمات مبعثرة من أفواه تغرد وتعزف على أوثار فراق غصن أخر من عائلتي من نسبي وهويتي، سأفقد حرف أخر من حروف نسبي لم أشاء التصديق، بدأت الخطى تتسارع فتحت الغلاف ووقفت في الزاوية عيوني نشدت الدموع، وكأنها كانت متوقعة الحدث كل أعضائي تخلت عني ولم تسعفني ولا التفكير رحمني نواح وبكاء وصراخ، لم أستوعب قط ماذا يحدث وكيف للغصن تركنا، كيف سقط وسقطنا معه صرنا جثث هامدة بجانب جثة تلك الكلمات المبهمة والوجوه الشاحبة ،الكل يتألم في سكات ستقولون هذه سنة الحياة أجل أتفق لكن الوداع كالجمر، كيف لا تدمع القلوب وأنت ستفارق غصن من أغصان روايتك الشامخة فأنت جزء لا يتجزأ منها في كل مرة ينهد جزء منك وأنت لازلت تقاوم، فإلى متى سيظل الكيان يقاوم فالروح لم تعد تقوى على الفراق والقلب دائما لهم تواق. كل الفروع والأغصان والأوراق الصغيرة وحتى العصافير المغردة أتت للتوديع لعزف مقطوعة أو سنفونية الوداع، بعد أن رحلت الروح للقائد الأعلى لدار البقاء. حمل الغصن على بساط وفوقه غطاء أخظر يشيع منه نور ساطع حمل البساط على الأكتاف وواصل خطاه إلى إحتضان التربة فمنها خلقنا وإليها نعود وتنتهي المعزوفة منها وإليها وتستمر الرواية إلى أخر خريف حتى تنتهي كل الأغصان والأوراق وتعلن النهاية والتوقيع الأخير.