وكالة الرأي العربي الإخبارية
احتفل جمهور مدينة الفقيه بن صالح
يوم الأربعاء 27 أبريل 2022، بميلاد أحد ابداعات أبناء المدينة، فلم “هدية الشيطان”، الذي أبهر الجمهور بمضمونه وبحركية شخوصه أمام الكاميرا، كانت تنطلق صرخات التهليل والتصفيقات كلما انبتق الفلم عن فضاء من فضاءات المدينة.فكان الفلم كقبعة الساحر، تتوالد الأحداث، العجائبية، الحركية، في صراع ومطاردات تشد الأنفاس، الفلم سفر طويل عبر الحس. حلق بالمتفرجين الى عوالم شتى، أخرجت أماكن المدينة عن نطاق المؤلوف.لتجعلها منفتحة على كل التوقعات التي تصل بالمتلقي إلى حدود الدهشة، في معالجة درامية احترافية على مستوى الصوت والصورة.
هدية الشيطان فلم يدخل في خانة الأفلام الطويلة، ويصنف ضمن الأفلام الفانتاستيك، فالخاتم السحري الذي يحصل عليه البطل من إحدى المغارات على هامش المدينة، يجعل منه بطل خرافي يستعصي على الموت، وتصبح له القدرة على الظهور في أماكن غير متوقعة ،الاختفاء والتنكر. عبر الترجيعات نفهم علاقة البطل باصدقائه، دون التعريج على بنيته الأسرية، باستثناء اللقطات التي تبدو فيها أم صديقه تطل من إحدى النوافذ، لتحتج عن علاقته بابنها، هنا تبدوا احترافية المخرج في اللقطة الملتقطة من الأعلى، يبدو فيها البطل متقزما وضائعا يبحث عن ذاته، يبحث عن صحبة ترافق دربه وتدفيئ قلبه، هذا الضياع والشتات الذي سيتضخم ليعطي علاقات متشنجة، تنموا وتتطور الى حدود الصراع والمتاجرة بالممنوعات والدخول في مساومات، لكن البطل دائما في مقولة يواجه بها الجميع <<انا دوما احكم ضميري>> من هذه المقولة نكتشف حجم البياض الذي بداخله، وثنائية الخير والشر، التي لا تخلوا من أي علاقة اجتماعية، يتعزز هذا البياض بانزياح البطل إلى صديقة تجيد الرقص التعبيري، فيدخل معها في بوثقة حميمية، تتسارع فيها الاحداث لتراقص نبضات قلب المتفرج، ينتصر الخير على الشر، يزج بالاشرار في السجن، يتبخر البطل بعد رميه بالرصاص، يتبعث من جديد، ليبق الفلم مفتوحا على الامل، الانبعاث، الاشراق، في رمزية درامية مثيرة ومشوقة
تسدل الستارة ،وتلتهب القاعة بالتصفيقات، فهكذا حين تحضر الإرادة يتحقق المستحيل، ابى رئيس جمعية الفن والموضة أنور وهبي، والذي لعب دور المخرج والبطل، إلى أن يوجه الشكر إلى كل من ساهم في خروج الفلم إلى النور، بطريقته الخاصة، رغم عدم حصوله على أي دعم، سواءا على مستوى الفلم، او حفل العرض.
كان الحفل عرسا ثقافيا وفنيا بامتياز، فتحققت المقولة الشعوب تطرب بفنونها فعلى ايقاع الدقة المراكشية، عبيدات الرما حي السلام تفاعل الجمهور، خصوصا بعد عرض معزوفات شعبية قدمتها اوركيسترا المهدي العميري و وصلات من الرقص التعبيري التي قدمها unique style crew . تمت مناقشة الفلم من طرف الأستاذ المصطفى الفادي،تلتهافقرة التكريمات التي كرم من خلالها البطل المغربي في رياضة الباركور المهدي مساعيد.
فشكرا لجمعية الفن والموضا على هذا المجهود الابداعي،دامت عطاءات ابناء مدينتي التي اباركها بشدة، لانها تجعل من المدينة التي لقبها يوما عبد الله راجيع، المدينة السفلى لتتحول بفضل مجهودات ابنائها وبناتها الى مدينة الفعل والتفاعل
