.
. قارون وماله
مقال بقلم – د / ياسر مكي
قارون كان من قوم موسى عليه السلام _ بل قيل أنه إبن عمه
علمه يأتي بعد علم موسى وهارون – كثير القراءة عالمآ بأمور المال فأعطاه الله منه ما لايحصى عده فكان أغنى الرجال على ظهر الأرض حتى قيل أن مفاتيح خزائنه كانت من جلود تحملها أربعين من البغال ويعجز عن حملها العصبة أولي القوة من الرجال ( والعصبة هي سبعين رجلآ )أما خزائنه فهي كنوزه ماله كان يزيد كل يوم عن سابقه وكلمازادإزدادتكبرآفي الأرض له أتباع من قومه كمالموسى عليه السلام كانوا يحسدونه على ماله ويتمنون لو أتاهم الله ما أتاه – له قصر أبوابه من ذهب خالص يجمع فيه أنصاره كل ليلة لتسامرواويلهواويعبثوا حتى
الصباح – أراد الكيد لموسى عليه السلآم بعد أن سمعه يقول أن الرجم لمن يزني فأوعز لإمراة باغية أن تتهمه عليه السلام بأنه فعل بها وأعطاها مالآ لذلك وجمع قومه وخرج إليهم في زينته ووسط خدمه وحراسة وجاء بالمرأة وموسى وعندما نظرت إليه عليه السلام ارتجفعت وصعقت فسألها هل أنا فعلت بك ؟ ردت من فورها لا يا نبي الله لقد أغراني قارون بالمال لأقول فيك بالكذب – خر موسى ساجدآ لله الذي أظهر براءته وطهره أمام قومه ليأتيه بعدها وحي ربه وقوله سبحانه له ( أني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت ) فأمرها عليه السلام بأن تخسف بقارون ومن معه فسمعت الأرض أمر موسى عليه السلام ( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئه ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ) فعلى الإنسان أن يدرك أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الدار الآخرة للمتواضعين المؤمنين الذين أعطاهم وزادهم فنبذوا العلو والإستكبارفي الأرض واتخذواالإصلاح فيهانهجآ ونبراسآ وطريقآ _ أعاذنا الله وإياكم من التكبر والمتكبرين