وكالة الرأي العربي الإخبارية
قالوا ماتَ ابوكِ
(قصيدة نثر)
قالوا ماتَ ابوكِ فأين أشعاُر الرثاء؟
قلتُ تحشرجتْ في الحشا
كحسرةٍ عزّ شفاؤها وعلةٍ بلا دواء
ماتَ من في الدنيا كلهم
وأهل القبور تململوا كأنهم احياء
فقد جاء ليسكن بينهم
كريمٌ جوادٌ النفس كحاتم بن طاء
جميل المحيا مصقول جبينه
كانه بدرٌ في الدجى عظيم الضياء
ابتاهُ أبكيك ما بقيتَ مقل
واتقلبُ فوق جمر الغضا كما الخنساء
واحر قلباهُ عمن كان عندي
مهجة الروحُ ومن شريان قلبي الدماء
يا من كان صوته معزوفة
إذا رنت شنفّتتُ آذاني كتراتيل المساء
رحل الحبيب الحاني من عالمي
فاقفرت الدنيا في مقلتي حين عزّ اللقاء
رباهُ من تدابير الدهر أبث همي
فهي الدنيا تضافر كيدها كما الرقطاء
باعدتْ بيني وبينك وكأننا
اضدادٌ لا يجتمعان في سهل ولا بيداء
انا من احملُ اسمك في نفسي
واناجيك فجراً لعل في الكرى يأتي اللقاء
أيتها اللحود الباردات اغبط احجارا
قد غدت مسندا لجبين كما اللُجين وضّاء
قالوا مات ابوك فأين إشعار الرثاء
قلت معي قرطاسي ما بقي النَفس
بقلمي يسطرُ لوعتي بابجديات البكاء
من قال ان العمر له يتسع
ولو حفرتُ على الصخر كلماتي البكماء
ان خرجت روحي يوما من اضلعي
لوجدتها بين الغيوم تسعى نحو اللقاء
وتزهدُ في الدنيا وزخرفها
وتسافر نحو الحبيب في أطياف السماء
ابتاه لا تسعفني بلاغات الجُمل
فما زلت في قمم حزني اعتزم البقاء.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حمّاد
