قراءة في رواية العشق الأربعين
الرأي العربي .. أمل صادق – الأردن
في كلٍّ منّا تقبع أسئلة في العُمق غير المرئي وَ المُعلن عن طبيعة علاقتنا بـ الله ( عزّ و جل ).
و غالبيتنا غير قادر على تحديد هوية هذه العلاقة , أو التعامل معها , و نعجز أحياناً عن وصفها.
من هنا ,دخلت الكاتبة الأمريكية , تركية الأصل ( إلفيف شافاق )
إلى العمق الوجداني للقاريء لـ تضعه في مواجهة مع ذاته وَ مع وجود الله في داخله,
فكانَ إختيارها للمذهب الصوفي الزاهد بالحياة وَ المُتعلّق بالروحانيات أفضل طريق .
كما لامست البُعد الإنساني المحض في حاجتنا للحب و لرفيق فكر, أي أنّ الكاتبة استخدمت-
بِـ ذكاء وَ ببراعة-أهم عُنصرين يُعدان عصب الحياة عند كل أنسان ( و القاريء تحديدا )
وهما الدين وَ الحُب.
و استطاعت الكاتبة الوصول الى مخيلة القاريء بحرفية لدقة الوصف و تكثيف المشهد لتصوير المعنى المُراد.
فمن وجهة نظري : الرواية ناجحة بعناصرها الروائية , ابتداءاً من العنصر الزمني
مُتعدّد المحاور و التي عملت على ضبطه بإحكام و راعت الفروق الزمنية للشخصيات وَ الأحداث,
كذلك الشخصيات, حيثُ أستخدمت شخصيات الرواية كـ رواة يسردون الأحداث بالتناوب
وَ يضيفون أحداثاً أخرى مما يُزيح الملل عن القاريء ,
و استخدمت أسلوب التشويق في سرد الحدث, و رغم صعوبة الحبكة الدرامية
لبعضها ,لاستطاعت بلغة سردية بسيطة و سلسة غير مُعقّدة أن تصل إلى ذهن و عمق كل قاريء ,
فـ يندمجوا معها و يشغفوا بالقراءة إلى النهاية
أمل صادق
ندوة ثقافية