قصة الأرنب الذكي والأسد …. للكاتبة عالية العياصرة….وكالة الراي العربي
نشرت بواسطة: YASMEN ALSHAM
في آخر الأخبار
23 مارس، 2018
2,857 زيارة
« الأرنب الذكي والأسد »
يحكى أن بذاك المكان القريب من هنا ، كان يعيش أرنبآ صغيرآ مع عائلته أبيض الشعر جميل المنظر ، يمرح بالحقول دون الإلتفات للمخاطر ، كانت في داخلة طاقة كبيرة لإنتزاع الخوف ، وفي يوم من الأيام قرر أن يخوض معركة شرسة مع حيوان مفترس ليثبت أنه الأقوى والأشد ، إقترب من والديه وأخبرهما بذلك لكن سرعان ما لقي تعنيفآ من والدية فخرج باكيآ تبدو عليه علامات الضيق فأحمر وجهه وفر هاربآ تحت شجرة كبيرة ، في تلك الأثناء سمع صوتآ من بعيد « زئير أسد » فستجمع قواه وقرر إثبات شجاعته ليحضى بإهتمام كبير أمام الأرانب ، كان الأرنب مستعررآ من قلة حيلة جنسه ، وفكر بحيلة للقضاء على ذاك الأسد دون اللجوء لأحد .
راقب الأرنب الأسد عن بعد فتنبه أن إحدى عينيه عوراء ، وبجانب عينه أثر خط يبدو أنه عميق ، فعلم بذكائه أنه من جذع شجرة ، فأخذ يفكر بعمق حتى « فز » من مكانه كأنه يتخبطه المس وأخذ يقول بصوت خافت وجدتها وجدتها .
إقترب من الأسد ليختبئ وراء غصن مكسور وأخذ ينادي :
– أيها الأعور
– خسئت يا هذا ، من هناك ؟
– أنا الأرنب صاحب الكرامات الخارقة
– ماذا تعني ؟
– لدي قدرة خارقة بإسترجاع عينك اليسرى كما كانت
– وكيف علمت أنها لم تكن عوراء من ذي قبل ؟
– أقول لك لدي قوة خارقة
– حسنآ إن إستطعت فلك أن تطلب ما تشاء ، وإن لم تستطع إلتهمتك لهمة واحدة
– موافق ، إنتظرني هنا في الصباح الباكر لأعود ومعي العلاج المناسب لك
لم ينم ليلتها الأسد وهو مشغول بكلام الأرنب ، تارة ياخذ بنفسه الأمل ، وتارة أخرى تتملكه العصبية بالقض على الأرنب وتقطيعة إربآ إربآ لمجرد شك في داخله أنه كاذب لا محالة .
مرت تلك الليلة بطيئة مثقلة على الأسد ، حتى بزغ الصباح بخيوط الشمس ، والأرنب مستلقي على الأرض غارق بالنوم ، فأستيقظ على أصوات العصافير المغردة ، تناول طعامة وتسلل من بيته بخفه دون أن يتنبه له أحد .
أخذ يقفز يمنة ويسرة ضاحكآ يبحث عن حبل طويل ، وحينما وجده أخذ يركض بسرعة كبيرة بإتجاه الأسد ، وحينما وصل المكان ، رأى الأسد بإنتظاره بنظرات حزينة ومتعصبة بنفس الوقت
– أيها الأعور
– كف يا هذا عن مناداتي بالأعور
– لا تقلق ساعه واحدة وتعود عينك كما كانت
– أتعي ما تقول !!
– نعم
– وإن كنت تكذب
– إصنع بي ما شئت
– حسنآ ، هات ما عندك
– خذ هذا الحبل وأربطني به ، لن أستطيع أن أحاول الفرار ، وإن كذبت عليك ولم تعد عينك كما كانت أقتلني
– امممممم يا هذا أأنت مجنون ؟!
– جرب يا سيدي لن تخسر بل أنت كاسب لا محاله ، رجوع عينك وان لم ترجع فتأكلني
أطرق الأسد برأسه مفكرآ بكلام الأرنب ، فضحك بداخله ضحكة مكر وخبث محدثآ نفسه ان يجرب وفعلآ سيكسب بالحالتين .
تقدم من الأرنب وأخذ يربطه ويشد وثاقه ، كان الأسد متأمل خيرآ ، فكيف لأرنب تسليم نفسه للموت إن لم يكن واثقآ من صحة كلامه .
– أيها الأرنب أبدا بعلاجي
– حاضر يا سيدي ، إن لي قوة خارقة بتحضير الأرواح وإصلاح ما يفقده الجسم شرط أن لا يكون عيب خليقة
أخذ الأرنب يتمتم بكلمات غير مفهومة ، وفجأة إنفجر باكيآ ليردد على مسمع الأسد
– لا لا أرجوكم لا أستطيع ، كيف لي أن أفعل هذا ! لا لا
– ما بك ؟ اللعنة عليك
– لا أستطيع نطقها يا سيدي ، فالمعذرة
– قل يا هذا ، والإ سحقتك برجلي هذه
– حاضر يا سيدي ، قالوا لي : الأسد حيوان مفترس ومغرور ، لا بد من إذلاله قليلآ من أجل سكون وراحة الأرواح بفك قيدي ، وربط هذا الحبل برقبتك ، وأن أسوق بك بالغابة وتفعل كل ما تأمرني به الأرواح ستبكي لا محاله وتلك الدموع ستعيد عينك كما كانت ، يا سيدي اعذرني فأنت كبير القدر لا أستطيع ، لكن يا سيدي هذا شرطهم لا محالة
– وإن كنت كاذبآ
– يا سيدي انا لا أريد ، وإن سولت لي نفسي ذلك يا سيدي أنا ضعيف ، كيف لي أن اقوى بشد حبل برقبتك وأنت قوي ملك الغابة
– نعم ، يبدو أنك صادق ، إفعل ما يأمروك به وسأكون طائع لك ، لكن إن غدرت بي سأجعلك عبرة لمن لا يعتبر
– كلي سمعآ وطاعة لك يا سيدي
أخذ الأسد يفك وثاقه ، ثم تقدم من الأرنب ليربط راسه وجره بأنحاء الغابة ، فتجمعت الحيوانات متسائلة مذعورة من هول المنظر .
– هيا أيها الأسد اللعين ، تقدم وأركع تحت قدمي
ركع الأسد طائعآ ، لكنه سرعان ما بكت عيناه كأنهما شلالآ من الدموع .
– حسنآ ، انبطح على ظهرك وقل : أنا حمار ، أنا حمار
– أنا حمار ، أنا حمار
– إنهض ، وقبل رجلي هيا ، قبلها
إنهال بالقبلات ، وظن أن الدموع ستعالجه كما ذكر له الأرنب .
– إمشي وأرقص إلى أن تصل إلى هناك
أخذ يرقص ويرقص ليقع في حفرة عميقة ، كان قد وضع عليها الأرنب جريد النخل ثم غطأها بالتراب ، ضحك الأرنب بصوت عال وإتبعته الحيوانات تشاركه الفرح
– هيا ، فلنقذفه بالحجارة حتى الموت
وبالفعل قذفوه بالحجارة حتى الموت ، وحينما سألته الحيوانات عن سر قوته فأجاب : إن لدي قوة خارقة من الأرواح أجعل أي حيوان مفترس يخضع لي
تناقل الخبر لسائر الغابة ومن حينها حينما يمر الأرنب تختبئ الحيوانات المفترسة خوفآ من إذلالها ، ومن ذاك اليوم ووالد الأرنب أصبح عمدة الغابة ، والأرنب بطلآ لا يقتحم أحد ساحته ….
تمت مشاهدة التعليمات
بقلم : عالية العياصرة
2018-03-23