للشعر فعل السحر
الرأي العربي .. محمد ابو صقري ـ الاردن
جاء تاجر إلى المدينة يحمل من العراق خُمُراً (ما تغطي به المرأة وجهها)
فباعها جميعاً عدا الخُمر السود، فشكى الى صديقه الشاعر مسكين الدارمي،
وهو شاعر من القرن الثاني الهجري اشتهر بشعره في الغزل والهجاء،
وقد كان الدارمي قد انقطع للعبادة زاهدا في الدنيا فصاغ الدرامي له
الأبيات الثلاثة التالية وقال لصديقه التاجر ابحث عن من يغنيها لك في المدينة:
قل للمليحة في الخمار الأسود ——— ماذا فعلت بزاهد متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ——— حتى خطرت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه ———- لا تقتليه بحق دين محمد
وما أن شاعت الأغنية حتى ذاع خبر في المدينة ان الشاعر قد رجع عن زهده
وعشق صاحبة الخمار الاسود، فلم يتبق في المدينة مليحة ولا غير مليحة
الا واشترت لها خماراً اسوداً، فباع التاجر جميع ما لديه من خمر سوداء،
وعاد الشاعر الى زهده وتعبده.
وقد قيل في رواية أخرى أن الشاعر طلب من التاجر أن يلبس إحدى جواريه الحسناوات
خماراً أسودا ويطلب منها ان تمر من امام المسجد حيث يكون الدارمي،
ولما رآها أنشد هذه الأبيات، فسرت بين الناس سريان النار في الهشيم،
فنفذت الخمر السوداء على الفور.