وكالة الرأي العربي الإخبارية
رواية قطار الزمن
الجزء الثاني
الفصل الثالث
الباب الاول
ام الحمام
بحث مكرم عن أقرب حي سكني للجامعة ليؤجر به سكنا يستقر فيه مع أسرته . وكان هنالك حيان:
الدرعية او ام الحمام
فاختار اولا ام الحمام لوجود بعض وسائل النقل الي الحامعة وقرر ان يقوم بذالك يوم الخميس يوم عطلته الاسبوعية وذهب الي محطة النقل الخفيف. وانتظر خروج إحدى الحافلات المتجهة الي ام الحمام . وسأل عنها فاشار بعض المنتظرين الي واحدة . فذهب الي صاحبها. لم تكن هنالك لوحات او علامات او كتابات تفرق بين اتجاهات السفرات وكان عوضا عن ذالك ينادي صاحب الناقلة باسم الوجهة مرددا اياها من حين لآخر. ووقف مكرم بجانب السائق وبدأ يشرح له وجهته ويطلب منه أن ينزله وسط ام الحمام واقرب مكان للمكاتب العقارية وان لا يجتاز به الي مكان آخر
كان السائق يستمع اليه مبتسما وينادي من حين لآخر الركاب المحتملين قائلا :
_حمام. حمام.! .. حمام حمام.!
وابتسم مكرم وهو يستمع الي صوت السائق الكهل وهويتامل ملامحه ولباسه البدوي… ثم سأله
هل يتطلب الامر وقتا طويلا في انتظار الركاب للمغادرة واجاب السائق لا ولكن نادي معي. حمام.. حمام.. لياتي الركاب…
كان السائق مرحا وانتبه الي لهجة مكرم واخذ يسأله عن بلده الاصلي وعمله بالمملكة ومكرم يجيب . ثم عاد وطلب من مكرم المناداة مرة أخرى
حمام حمام… حمام حمام…!
واستجاب َمكرم ورددبصوت عالي:
حمام حمام… دجاج دجاج حمام حمام.. دجاج دجاج..!
وظحك الحاضر ون..
واجاب السائق
أحسنت أحسنت… ساجلسك بجانبي ويمكنك ان تشتغل معي ان اردت ؟!
امتلأت الحافلة الصغيرة بالركاب من جميع الجنسيات وأغلبهم عملة من شرق آسيا وركب مكرم من الامام وانطلقت الحافلة الصغيرة تشق أحياء الرياض القريبة المتلاصقة وسط سيل من السيارات والسائق يشرح لمكرم اسماءها كدليل ماهر الي ان وصلوا الي حي شعبي غرب الرياض ووسط الحي توقف السائق وأشار الي مبنى حديث بالشارع الرئيسي أين سيجد مكرم ضالته…
نزل مكرم من الحافلة الصغيرة وودع صاحبها المرح واتجه الي المبنى يفكر في النص الذي درسه وهو طفل في الابتدائي
“ام الحمام قالت مرة لفراخها لا تخرجوا..”..!
وضحك وهو يفكر في قرارة نفسه في زوجته وأبنائه وحياتهم الجديدة وقارن بينه وبين حمامة النص ممازحا نفسه. وكثيرا ما يتجرد الإنسان فتحاور روحه جسمه وقلبه عقله ثم يعود لذاته الواحدة ونفسه الكلية بعد مؤآنسة او مواساة او لوم وجدال….!
وجد المكتب المنشود وسلم وشرح مبتغاه
وساله صاحب المكتب عن عمله ومؤجره ونوع السكن المطلوب بعد ذالك. واجاب مكرم على الأسئلة وقدم وثائقه التي أعدها سلفا . وسر صاحب المكتب وقدم لمكرم كاسا من الشاي ثم اقترح عليه سكنا بجانب تونسي يعمل بالقرب من المكان في متجر كبير لاحد السعوديين ويسكن مع أسرته في شقة قريبة من عمله. وكان التونسي الوحيد هنالك
وافق مكرم على الذهاب لمعاينة الشقة فذالك “ما كنا نبغى”
وانطلقا حتى اتيا متجرا فسيحا به عدد من الزباىن ووقفا ينتظران تفرغ العامل التونسي لهما والذي تفاجأ على ما يبدو بوجود صاحب المكتب العقاري وأسرع اليه مسلما متخليا عن زبائنه.
وأشار صاحب المكتب الي مكرم قائلا
_جئتك بابن عمك تونسي موضف جديد بالجامعة ويبغى سكن بجوارك”
. ورحب التونسي بمكرم مسلما ثم أشار عليه وصاحبه بالانتظار الي ان ينهى معاملاته مع الزبائن المنتظرين ثم عاد للحديث والاستفسار مع مكرم وصاحب المكتب العقاري ومن حسن حظ مكرم كانت هنالك شقة أرضية لصاحب المتجر يريد تأجيرها. وترك مفاتيحها بالمتجر
وذهبا لمشاهدتها فاعجب بها مكرم رغم ثمنها المرتفع نسبيا. لقد كانت فسيحة مفروشة وموثثة وقريبة من الشارع الرئيسي ووسائل النقل القليلة الي الجامعة ولم يتردد في إنهاء الإجراءات والعودة الي جاره الجديد محمد الجلاصي كان التونسيون بالرياض قلة بالنسبة لباقي الجنسيات . وعاد مكرم الي سي محمد الجلاصي جاره الجديد واثناد الحديث معه تفاجأ اكثر حين تبين ان محمد الجلاصي من سكان المرناقية … ورب صدفة خير من ألف ميعاد .
(يتبع)
تونس في 2/5/2021
محمد عبد الكريم الوصيف
