كانت المدن تشبهنا
والسّماء أقبية من سكاكر بيضاء
تفكّ مِئْزَرَ شمسِها
توزّع دفئها الأبديّ
على الشّبابيك والحجارة
وأغصان الزيتون والرمّان
كانت ليالينا باردة
بأحلام عفيّة
وموقد يشيّعنا لمبسم الفجر
لرغيف أمّهاتنا
وكؤوس شاي تترنّح من رائحة النعناع
والرّيحان
كنّا ضِحْكَةَ راهبةٍ خجولة
في عرس “قانا ”
تراتيلُها تكسِر أشواك الوقت
على سدوم شفتيها تجوع غرائزنا
لسوسنة
لغيمة ماطرة
لصلاة تبدّد مرارة الأحزان
كنّا قصائد
تطلق نداء الورد
تكتب برمش الحبّ
كل الغمزات والهمسات
تتدحرج الأماني على أكتافنا
مواويلا وأغنيات بكل الألحان
هذا ماكنّاه
وكأنّنا لم نكن … !
#نهى
08\12\2020