لا يختلف اثنان على أن تاريخ الثامن مارس مثل كل ما يتعلق بالمرأة وبحقوقها والقوانين الداعمة لها، يثير حفيظة الرجال، ويتحول إلى قضية رأي عام يسال حولها الكثير من الحبر ويثار حولها الجدل، بل ولا يلبث أن يصنفها بعض المتخوفين من الانسلاخ عن قيم الشريعة في المغرب في “خانة تشجع المرأة على التحرر”.
وتكشف تصريحات مختلف الفعاليات السياسية والمجتمعية التي تواصلت معها مجلة الحرف الراقي، تباينا كبيرا في المواقف، بشأن قضايا المرأة، هذا الملف الذي يوصف بـ “الملغم “، خاصة في ظل “التسييس” المرافق له، وبشكل يوحي أن الهوة ازدادت توسعا خلال السنوات الأخيرة، ومن الصعب إيجاد “التوافق ” المطلوب، بحيث تظهر الآراء الصادرة حوله، سواء من قبل الموالاة أو من المعارضة، أو حتى من جانب الجمعيات النسوية ومنظمات المجتمع المدني، وجود تعصب وليس نقاشا ينطلق من كون كل جهة أو طرف يسعى لإقصاء رأي الآخر والانفراد بالرأي الأوحد.
وفي ظل سيطرة هاجس التخوف لدى هذه الجهة أوتلك، فإن المجال فتح على مصراعيه ليس للتراشق بالأفكار فقط، بل لتوجيه الاتهامات بين مختلف فئات المجتمع بين من يصنف نفسه في خانة “التقدمي” وبين من يوضع في دائرة “الرجعي” وبين “الوطني”، وما إلى ذلك من التصنيفات التي ظلت لصيقة بالنقاشات حول كل ما يتعلق بالمرأة في المجتمع المغربي.
وعلى كل عيدكن مبارك أسعد ودمتن راقيات
د/بوشعيب سايح