لاح طيفك( البسيط)
قَدْ فَاضَ هَمِّي وَ حُبِّي كُلُّهُ سَقِمُ
وَزَادَ فِي القَلْبِ مِنْ أَعْبَائِهِ أَلَمُ
*
وَ قَدْ أَرَانِي الظَّلَامُ النُّورَ فِي قَمَرِي
لَا يَحْلَوَ اللَّيْلُ إِلَّا يَوْمَ تَبْتَسِم
مَالِي أُصَدِّقُ قَلْبًا قَدْ هَوَى أَلَمِي
وَ أَدَّعِي فَرَحًا فِي سِرِّهِ نَدَمُ
*
إِذْ كَانَ يَقْتُلُنَا جُرْحٌ وَ حَسْرَتَهُ
فَلَيْتَ جُرْحِي بِكُلِّ الجِسْمِ يَلْتَئِمُ
*
كُلُّ الجُرُوحِ لَقَدْ زَادَ الأَنِينُ بِهَا
فِي حَرْفِهِ حُرْقَةٌ فِي بَوْحِهِ كَلَمُ
*
وَقَدْ يَعُودُ وَجِيفُ القَلْبِ مُنْتَحِبًا
وَ مَا لَهُ نَظَرٌ فِي وَجْهِهِ غَمَمُ
*
قَدْ بَانَ مِنْكَ قَلِيلُ الحُبِّ مُلْتَزِمًا
فَيُبْعِدُ السَّبَبَ الأَقْوَى وَ يَنْعَدِمُ
*
بِأَيِّ غَيْمٍ يَلُوحُ الصُّبْحُ مُبْتَسِمًا
وَ الشَّمْسُ تَلْمَعُ أَوْقَاتًا وَ تَلْتَثِمُ
*
تَكَلَّمَ الشِّعْرُ عَنْ أَحْوَالهِ عَجَبًا
وَ مَا بِهِ الصَّوْتُ لَوْلَا أَنَّهُ رَخِمُ
*
وَ مَا يَجِيئُكَ مِنْ بَحْرٍ لَهُ طَرَبٌ
أَلْحَانُهُ وَتَرٌ مَسْكُونُهَا وَهَمُ
*
وَ مَا أَتَى الصَّبْرُ إِلَّا مَنْ لَهُ حَزَنٌ
فَتَصْبِرُ الخَلْقُ ذِكْرَاهَا وَ تَنْهَزِمُ
*
قَدْ ضُقْتُ قِلَّةَ أَحْلَامِي وَ مُتْعَتَهَا
فَوْقَ التُّرَابِ وَ مِنْ أَوْهَامِهَا سَأَمُ
تَمَرَّدَ القَلْبُ فِي الدُّنْيَا بِطَاعَتِهَا
وَ شَارَكَ الدَّمْعُ فِي أَحْزَانِهِ حَشِمُ
*
أَشْكُو الهَوَى وَ لَهُ فِي شَقْوَتِي حَدَثٌ
وَ لِلْحَبِيبِ حُضُورُ الشَّوْقِ مُعْتَزِمُ
*
وَ لَا أُبَالِي بِقَوْلٍ بَعْدَ رُؤْيَتِهِ
كَأَنَّ كُلُّ شِفَاهِي فَوْقَهَا نَغَمُ
*
أَمَا تَرَى سَهَرًّا حُلْوًا سِوَى سَهَرِي
إِذَا هَوَتْ عِنْدَهُ الأَقْمَارُ وَ الظُّلَمُ
*
وَ الهَجْرُ أَحْسَنُ لِي مِمَّنْ أَعَاتِبُهُ
مَا جَاءَ أَنَّكَ فِي الأَيَّامِ مُتَّهَمُ
*
هَذَا عِتَابُكَ إِلَّا أَنَهُ عَطَبٌ
وَ أَتْعَبَتْ هَمَسَاتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ
*
وَ مَا الهُيَامُ مِنَ الأَحْبَابِ فِي بَدَنِي
كُلُّ النَّدَامَةِ مِنْ أَوْصَافِهَا حِمَمُ
*
فَنَحْنُ فِي عَتَبٍ وَ الحُبُّ فِي وَهَجٍ
جَمَالُهُ وَ رِضَاهُ مِنْهُمَا نِعَمُ
شهرزاد مديلة