وكالة الرأي العربي الإخبارية
(لقد مات الضمير العربي )
محمد عطيه الشرعة _
الصورة أبلغ من التعبير، فأنها تصفعنا وتقتلنا وتعري ضمائرنا الكاذبة المنافقة. مات أطفال سوريا بالرصاص، وماتوا بالأسلحة الكيماوية، وماتوا جوعا، واليوم يموتون بردا وتجمدا في البحر .
من المؤسف، بل ومن المخجل أن يتم هذا المسلسل أمام أعين العالم أجمع. أن يهرب الأطفال من سلاح التنظيمات الإرهابية ويتشردون باحثين عن مأوى في مخيمات اللجوء، وتخطفهم العواصف الثلجية والصقيع، ومياه البحر الخانقه ،فهذه قمة الوجع الإنساني.
ومع قدوم هذا العيد لم يعد أطفال سوريا يحلمون ليلة العيد بالهدايا والألعاب كما كانوا يحلمون قبل القتل والتدمير والتهجير , لم يعودوا ينتظرون شروق شمس العيد في بلدهم , كأنهم على موعد مع السعادة بكل معانيها وحقائقها كما كانوا من قبل , لم يعودوا يحلمون باللباس الجديد الذي ينتظرهم في الصباح الباكر قبل أن يذهبوا برفقة والديهم إلى صلاة العيد.
إنها بالفعل براءة بيضاء إنقلبت إلى سوداء واصبحت بمثابة كفنهم الأخير، وكل هذا بعد أن تآمر العالم بأسره على وطنهم الجميل سوريا. يا للعار، أين ذهبت القيم الإنسانية؟ هل الدين يقبل بهذه المجازراللإنسانية؟! أي قلب هذا الذي يتحمل كل ذلك؟ لقد مات الضمير العربي والإنساني، وماتت الرجولة والنخوة في الوطن العربي.
طوال الليل وأنا أبحث عن خبر يسعدني عن سوريا وهل من حلول جديدة ، وللأسف لم أجد سوى أخبار الموت القادم من الرصاص والغرق والإختناق. مزقتني هذه الأخبار، وأدمت قلبي الذي يحترق وجعاً على الأطفال.
أما عن الرجوله والنخوة العربية ،فقد ماتت منذ الأزل ماتت ولن تحيا ،ماتت ببدايه خروجنا عن ديننا خروجنا عن عقائدنا الاسلاميه كنا على أمل إرجاع الإنسانيه والضمير والنخوة والرجولة لكن بعد الذي يحدث في أقطار البلاد العربيه أنا أفقد الأمل، اعذروني أيها الأطفال أنا أعلن أستقالتي من إنسانيتي ..ولن أتحدث عنها بعد اليوم.
