وكالة الرأي العربي الإخبارية
ليلة سقوط برلماني
تأليف: أ. عبدالاله ماهل 
من المغرب
– الحلقة الرابعة
حز في نفسه ما آل إليه حاله، وحيدا، تائها في عز نهاية عمره، بدون أولاد ولا أوتاد، يعول عليهم ويستكين إليهم.
أف وتف، ولا من عزاء له في وحشته سوى أنس، يلقاه من ثلة مرتزقة مارقة من غير دين ولا وطن، شاءت الأقدار أن يقع في شباكهم، ويلتئم بشملهم.
…صك شيطان لا انفصام فيه، باق ما بقي في العمر نصيب؛ إذ هما اثنان لثالث، واجهة لا اقل ولا أكثر، عملة لوجه واحد؛ لهو خفي قابض بيد من حديد اليه، يرجع الأمر والنهي من بعد ومن قبل، ولا حيال لهم والله غير السمع والطاعة…
جاء من أقاصي البلد، حافي القدمين عاري الرأس، ولا شيء في جعبته سوى البعض من سور قرآنية، يحفظها عن ضهر قلب، ما زالت عالقة ما علق سوط الفقيه كالوشم بظاهر يده.
لم يستطع وبدون مال مجاراة الحياة هناك؛ ليرتد عن آخره، ويطلق العنان لشعر لحيته، ويدعي على نفسه فقيها بالاسم
والمسمى.
لم يطل به المقام حتى أوتي بها أكله؛ ثقة عمياء أرخت بظلالها على محيطه، تخطى بها عتبة الفقر والفاقة، تصادفت والانتخابات على الأبواب.
…أتت عليه العين، وزج به أسفل اللائحة، وباسم الدين والرجوع إلى الينابيع الصافية كانت لهم الغلبة.
انجرف مع الثيار، ولعب لعبة الكبار؛ ليدرك بعد حين أنه كان ضحية ملعوب، جار عليه ولم يرحمه.
…وليس له والله من ملاذ… إلا اللهث من وراء تلكم الحصانة.
انتصف الليل، وساد ذلك السكون المريب، ولا من شيء يقطع عليه دابر تلكم الوساوس، إلا حاجة كلبه في قضاء حاجته خارجا.
