نص نثري بعنوان ( ما ذَنْبُ قَلبي )
تَسَمّرَ العابِرُ في مَكانِهِ مُتأمّلاً طَامِعًا
بِنسيمٍ عطِرٍ مِنها يَحتَويه …
فَجَاءَتهُ على اسْتِحياءٍ تَفِكُّ لِثامَ قَلبِها
و إِذ بها تَرمِيه ….
وقالت:
سيّدي ..
أوْدَعتُ حَديثًا عن العَالَمين تَغَلََّق …
فأبى إلا أنْ يُعانِدَني بِحضُورِه …
حينَ أراك … تَتهنْدَمُ رَغَباتُ الذّات …
فَيَطفُو وَقارٌ عَلى شِغَافِ قَلبي وَيَتألّق ….
أُدَاري رَهْبةَ الّلقاء …
رُعْبَ التّخَلّي ..
وزَحمَة الأفكار …
فَيزحَفُ الحَنينُ في أوصَالي وَيتسلّق …
يا سيّدي … أحبُّ أن ألقاكَ في خيالي
في سمائي … في فضائي …
مَلامحٌ من ذلكَ الدّفءِ أمْسَكَ بي وحَلّق …
يتأرجَحُ ذَاكَ الشُّعُور … ويُخْبرُه قَلبي أن يَتَوقّف
لكنّي أحِبُّ أنْ أسمعَ صَوتَ الارتِباك …
فالثّباتُ حِينًا يَصْدُقُني .. وأحيانًا يَتمَلّق …!!
يُكابِرُ المُبْتلى بالهوى يا سيّدي …
واثقُ الخُطَى …
يُبصِرُ الحُفَر … لكِنّه يَتَعثّر …
أتُراكَ تَلُومُ روحِي
حين اهتَزّت ورَبَت وأنْبَتت صَبرًا من
كُلّ شَوقٍ تَخَلّق …!!
تَكادُ تَمَيّزُ من الحياءِ كُلّ أوْرِدَتي …
حينَ تَجْتاحُنِي جُيوشُ نَظراتِك …
وتُصِيبُ رِمَاحُك هَمَساتي ….
أنا لستُ عَطْشَى يا سيّدي السّاقي …
لكن …
ما ذَنبُ قلبي إذ رآكَ عابرًا فَتَعَلّق … !!
مبدعه كالعادة دمت ودام ابداعك لك كل الود