البحر المتقارب
متى غبت
مَتَى غِبْتِ عَنّي ذَوَى الزَّهْرُ حْزْنًا
وَحَقْلي غدا في الفُصُولِ العِجَافِ.
كمَا جَفَّ نَهْري لِطُولِ انْتِظَاري
وَحَنَّتْ وُرُودي لِتِلْكَ المَصَافِ.
وغابت نجوم المُنى عن سمائي
وراحَتْ دروبي بغير انعطافِ.
وفِكْري بهَذْيِ اللَّيًالي شَريداً
أَتَى بيْنَ مَوْجِ الهَوى والشِّغافِ.
فقَوْلي لَمنْ تاهَ عقلي بِها
وأَنتِ كما الشَّمسُ دونَ انْكسافِ.
وَقُرْبي منَ الشَّمْسِ أضنى فؤادي
فذقت شِراراً كَسُمٍّ زُعافِ.
وفي غَوْرِ بحري أُناجي بِعَطفٍ
حبيباً رَمى القَلْبَ عِنْد الضِّفافِ.
غَرِقْتُ لِضُعْفي بعِشْقٍ سَقاني
كُؤوساً بها لذّةُ الإرْتشافِ.
وَدَمْعٌ هوى منْ عيون،ٍ بَكَتْ تشْ
تكي بُعْدَ حُبٍّ بِغَيْراعْتِرافِ.
رَكِبْتُ الهَوى حيْثُ صَار الهوى ما
لِكي، قَدْ أَتاني بِحُسْنِ السِّجافِ.
أبيتُ الليالي أسيرا لمن أشْ
تهيهِ بقربي بِبُعْدِ الخلاف.
وَمَالي أَرى حُسْنَهُ قدْ أتاني
بِحُبٍّ وَعِطْرٍ لِحْسْنِ الزِّفافِ.
وَكيْفَ السّبيلُ المؤَدّي اِلى كلّ الْ
رِّضَى أَحْتَمي بالحمى منْ عِزافِ.
فَقدْتُ الأَماني لِكوْني أَسيراً
وَأَشْكو جِمارَ الدُّموعِ الخَوافي.
وَأَنْتِ منَ البدْرِ نورٌ مَتى حلْ
لَ بالجِسْم يبدو بثوْبِ العفافِ.
فَآتيكِ أَشْدو وعقْلي بهِ نشْ
وَةٌ لا تُرى مثْلُها فِي الصِّحافِ.
تَجَلَّتْ بِبابِي تَوَدُّ إحْتِضاني
بِوِدٍّ متى كنتُ في الإِعتكافِ.
فَلَوْلا صُمُودي لَنِلْتُ الأَذى مِنْ
جمالٍ وصِرتُ بِهِ في ارْتِجافِي.
بِفَضْلٍ وخيْرُ الصّنيعِ وروداً
تعطَّرتْ بمِسْكٍ وبالإِعترافِ.
ذ.عبد الحكيم القادِري بودشيش.
المملكة المغربية .
٠٢/٠٨/٢٠٢٢.