بقلم الناشط الحقوقي والإنساني المصري
عبدالرحيم ابوالمكارم حماد
لعل من أكبر المشكلات – التي يواجهها العالم – مشكلة الإرهاب . والمسلمون من أكثر الشعوب تضرراً بهذه الظاهرة , بل ليس غريباً أن معاناة المسلمين من الإرهاب في القرنين الماضيين أكثر من أي شعب آخر ؛ لكن مع اعتبار الإرهاب مشكلة تواجه العالم فهذا يستدعي خلق نظام يتسم بالقوة والأخلاقية ؛ لمواجهة هذه المشكلة . ومع هذا فإنه من وجهة النظر الإسلامية – المؤسسة على شمولية النظرة للحياة وصناعة الخير للعالم – ندرك أن العالم يعاني مجموعة كثيرة من المشكلات , وليس الإرهاب فقط ! فهناك انتشار واسع للجهل , والأمية , والخرافة في حياة ملايين من البشر , كما أن عشرات الملايين في العالم يعانون الأمراض , ويفتقدون أبسط حقوق العلاج والصحـة. كذلك يوجد مئات الملايين في العالم يعيشون تحت خط الفقر , ومن الواجب علينا أن نشعر بهؤلاء , وأن ندرك أن مشكلات العالم لا يمكن أن تختصر في شيء واحد , لصالح طرف واحد , ليس له امتياز إلا أنه الأقوى , ويمكن أن يستخدم القوة ضد المعارضين.
إن تردي الحياة المدنية والحريات لمئات الملايين في العالم ؛ يجعل من غير الأخلاقي ألا نفكر بهؤلاء , ونصر على تحديد المشكلة الخاصة في نظرة أحادية الجانب .
وكموقف أكثر وضوحاً ؛ فإننا نعتبر الوقوف مع مشكلة الإرهاب فقط وتجاهل المشكلات الأخرى يعني: أن العالم وبإرادة القوة يتجه لكارثة ستجعل الأمن في العالم كله مؤهلاً لمزيد من المفاجئات , التي تدمر الحياة المدنية , أو على أقل تقدير , تخلق حالة من عدم الاستقرار والشعور بالرعب . وهنا !سيكون العالم أكثر معاناة من فترة الحرب الباردة أو أي فترة أخرى .
إن سلاح القوة والقدرة على إلحاق الضرر ؛ ليس حكمة صائبة , حتى في صناعة السيادة , والسيطرة على الآخرين , فضلاً عن الجدية في معالجة الأخطاء , وترسيخ الأمن .
ومن المؤكد ! أن الأمن المدني في العالم اليوم لا يشهد حالة من الاستقرار ؛ نظراً لإصرار الإدارة الأمريكية على نشر الفوضوية في التفكير , وتبني الملاحقات , التي لا تستند للقانون والعدالة .
ولقد بات واضحاً – لدى الإنسان العادي في العالم كله – أن الإدارة الأمريكية ليست جادة في الإصلاح العالمي , بل تسعى لمزيد من السيطرة , وضرب الاستقرار في أماكن عديدة من العالم , وكأن الإنسان المؤهل للحقوق هو الإنسان الأمريكي فقط !