مضى كالريح
مضى كالريح
ينهشُ وجهه العاري
يمزقه سواد الليل
تقبره مع الأنات
أخيلة … دياجير
تخلخل ثوبه الفضفاض
ونبض فؤاده الساري
بُعيدك يا فتى الأحلام
نباحُ الليل والطرقات
على وهم أطلَّ النجم
مرتعشاً … ومحترقا
شقيّا مثلما الأنهار
تبلع رملها الجاري
يحثُّ الدربَ يكنُسها
يمشّط شوكها الملتف
حول مواكب الشهقات
وحول فؤاده الناري
هنا كانت لنا الأيام
أعياداً هنا وطنٌ
هنا أمي ترتل كل اشعاري
وكان أبي صباح العيد
ضنى عيني
ونرجستي وكناري
يحدثني … ويحملني
ويحمل كل أوزاري
يعاتبني ويرويني
ويعشقُ كلَّ أصراري
رضيعاً شبُّ كالدحنون
في وطن كفوح المسك
أنشقه وفي كفيه أسراري
وكان معلم الطابور
يسألني عن الأوطان
وابهامي على قلبي
هنا وطني وباقي الجسم أقطاري
أناشيدٌ بها امتزجت
مساماتي وأوردتي
فصارت نبض أطماري
ورقمي في سجل الأرض
محفور واسمي مثله الآلاف
في الخانات والآلاف أصفاري
محوا اسمي وداليتي
وأنسام الصبا زُهقت
محوّا بالكره آثاري
أنا فرد من الدنيا
رماه اليمُّ فوق الصخر
محموما بلا عنوان
لا وطن اسير اليه
لا صفصاف امضغها
ولا كتبا من التاريخ احفظها
ولا آيات …
وذاكرتي من الأوراق
يا هيهات …
متى سأفيق يا أمي
لتعرفي كيف أخباري
***************
الشاعر/ صالح الخصبه