مفارقة بيني واليمامة.
أقول لورقاء الغصون تمهّلي
وقد هدَلَتْ هلّا أجبتِ سؤالي
أتبكينَ والآفاقُ بادٍ صفاؤها
ترفُّ حواليْنا الطيورُ تعالي
وما لكِ تشكينَ الزّمانَ وأهلَهُ
واعطاكِ ربي نعمةً بدلالِ
ففي كلّ روضٍ تأنسينَ بعاطرٍ
من الغصنِ تسمو الروحُ دون جدالِ
وامّا أنا الأوجاعُ تنهشُ ركبتي
أتدرين همّي قد تغيّرَ حالي
وأحيا وقد غاب الذينَ أُحِبُّهم
فأين أبي الحامي بكلِّ مجالِ
وأين العيونُ الخضرُ يهمي حنانُها
وما مرّةً نامت بصدرٍ خالِ
وافنتْ حياةً بالحنان وبالتُّقى
فيا ربّ كافئها بخيرِ مآلِ
وسامي مضى مثلَ الشهابِ بأفْقِنا
وبسّامُ ما أقسى فراقَ غَوالِ
وراح شهيدُ الأهلِ أدمى مواجعي
فكَمْ مِن حكايا قد خطَرْنَ بِبالي
ولكنني أطوي الفؤادَ على الضّنا
وما كنتُ يوماً للهمومِ بِسالِ
أهادلَتي ما كان دمعُكِ صادقاً
جناحاكِ…إنْ شئتِ السّلُوَّ تنالي
على كلّ غصنٍ قد تُلاقينَ رِفقةً
وما كانَ يُضْني إن تُطلَّ لَيالِ
وأمّا انا وحدي أُلَمْلِمُ حَيْرتي
وبعدَ رحيلي تذكرونَ خصالي
البحر الطويل