.
ملحمة بطولة وأصالة شعب
مقال بقلم – ياسر مكي
٧٢ عامآ مضت على ملحمة بطولة وشرف ستظل في الذاكرة لعقود طويلة يتداولها أبناءنا لأجيال وأجيال لتكون درسآ لهم في الوطنية وحب الوطن
هي ذكرى عزة وكرامةسطر فيهارجال الشرطةالمصرية حينها مجدهم وعزتهم بحروف من ذهب في سجلات تاريخ النضال والتضحية
سجل بواسل مصر في ٢٥ يناير ١٩٥٢ أروع الأمثلة في الوطنيةوالتضحيةوالفداءوالبطولة تظل درسآ ونبراسآ ومنهاجآ لمحبي الأوطان
وكانت العمليات الفدائية في مدن القناة قد وصلت أوجهاضد المحتل البريطاني كبلتهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمعدات بجانب تدمير المنشآت والثكنات العسكرية خاصتهم وقتل لضباطهم وجنودهم مما أفقدهم صوابهم وتوازنهم ولم يتمكنوا من إخماد تلك العمليات التي تزايدت بشكل كبير
وبدعوى البحث عن منفذي تلك العمليات الفدائية طلبت القيادة البريطانية بالإسماعيلبة من المحافظ ورجال البوليس المصري هناك تسليم أسلحتهم ومبنى المحافظة لقوات الاحتلال إلاأن أبطال الشرطة رفضوا بإصرار شديد ذلك المطلب حتى لو كلفهم ذلك حياتهم وأمام هذا الإصراروالرفض حاصرت القوات البريطانية المبنى وكان عددهم يتعدى سبعة آلاف جندى ووجهوا فوهات دبابتهم ومدافعهم نحو مبنى المحافظة الذي كان بداخله عدد لم يتعدى ثلاثمائه ضابط وجندي من بواسل الشرطة المصرية وبدأ العدو في إطلاق النار بكثافة شديدة ودافع المحاصرين بالداخل عن مبناهم ومقرهم ببسالة غير مسبوقة واستماتة غير معهودة ببنادقهم النظامية القديمة المتهالكة أمام الأسلحة الحديثة الثقيلة وكانت بالطبع معركة غير متكافئة أستشهد فيها ٥٦ بطل من أبطال الشرطة وأصيب نحو ٧٣ آخرين بإصابات خطيرة وتتوالى الأحداث سراعآ بعد ذلك اليوم وتشتد المقاومة المصرية ضد المحتل البريطاني لتكون تلك الملحمةالبطوليةسببآ من أسباب التعجيل القيام بثورة يوليو ١٩٥٢ في نفس العام
فتحية إعزاز وإجلال وتقديرلشهداء الأمس واليوم من رجال ضحوا بحياتهم فداء للوطن الغالي وتحية أيضآ ورحمه لشهداء ٢٥ يناير ٢٠١١
بقلم – ياسر مكي