ممدوح ثابت درويش- في شارع شيكسبيري
نشرت بواسطة: د.جهاد ابومحفوظ
في آخر الأخبار, آراء حرة
8 أبريل، 2016
1,807 زيارة
في شارع شيكسبيري
–
يقولون،
إن أصدق الشعر أكذبه
فدعوني أكذب عليكم قليلاً
وصدقوني.
العالم في كسله
يأكل الجبن الباهظ
يشرب الفودكا ويدخن الحشيش
يتمدد على أريكة وثيرة
كسلطان مملوكي
مبروز داخل لوحة زيت.
يفرح لولادة كلب هجين
ويمصمص شفتيه – نفس العالم – مبدياً اندهاشةً
حين يموت طفل بالسرطان في المشفى الحكومي
او يدفن تحت جدران البيت.
في شارع “سيف الدولة ”
مرت عربة موتى
نظرت لي جثة حطاب كانت فأسه تحت النعش
لا تتبعه سوى طفلة
رفع يديه مشيراً نحوي
أن أحمل وتداً خشبياً
أغرسه في قلب الظل.
ذاك الظل،خوفٌ محفور في صدري
مذ كنت صغيراً ، أجمع حبات النور
أصنع عقداً ، أخفيه خلف النخلة
العب بمراكب ورقية
أكسر العابي حين تمل.
وانا اناهز الثلاثين
أحمل فأساً مشحوذ الأسنان
أصعد فوق ركام الحزن
هذا خوفي،
هذا اكبر أحزاني
فلأقتله ،
وأضع الفأس على كتفه
فتخافني باقي الأحزان،
وأخبر بعض رجال الشرطة عن جرمي
لا أحرق ، لست نبي
أزعج حين تغيب الشمس
وأتفل على القمر إذا أفل.
ماذا عساه يفعل
رجل مثلي ناهز الثلاثين
لإمرأة تتكئ على تمثال الأسد الحجري؟
الليل يزيح عن القاهرة استار الشفق
فتخرج كعنكبوت قطعت لها قدمين
ماذا تفعل العناكب فوق وجه القاهرة ؟
تدخن سيجارة من الماركة الأجنبية
تغني أغنية شعبية
تقلب الوجوه بعيون زابلة
تنشد رجلاً، أنيقا،ً طائشاً
ليس له رائحة التبغ الرخيص
ولا نتن العرق
لا يرتدي زياً قروياً
أو يطبق رزمة جنيهات معها يأسه على الطاولة.
ماذا عساها تأخذ مني،
من تمثال،
يدفن وجهه في جريدة الصباح
يبحث في صفحة الوفيات
عن وظيفة شاغرة.
أيها السادة
عمتم مساءاً
هل أعجبكم هذا المشهد
نعم!
هتلر لم ينطق
وكذلك دون كيخوته
في الخلفية جوقة أطفال، غزلان، أقزام زرق وعربة ألعاب سحرية.
في منتصف المسرح،
يقف لوركا بجانبه فتاة إسبانية فقدت حبيبها في الحرب
كان سيأتي بخاتم الخطبة بعد أيام
قتل في انفجار قذيفة في الوادي
وفتاة من نيويورك ،
فقدت دبها القطني
بعد أن رهنته لشيلوك في البندقية
لم تسدد رهنه ،
لأنها أصيبت بسرطان الثدي.
في المشهد أطفالٌ عمي
يلهون بمراكب ورقية
يتركونها تغرق في بركة طين.
2016-04-08