ممنوعٌ من العبور
الشاعر الدكتور جهاد صباهي٠
ممنوعٌ من العبورِ إلى المستقبلْ
وأنا بأحزانِ العُمرِ مُكَبَلْ
أشعرُ بظلمٍ كبيرْ
أشعرُ برحيلٍ مريرْ
قوائمَ أسماءٍ وأَعمارْ
وأحلامٍ يفترسُها إعصارْ
ليس مهماً
إن كنا في الماضي نجومْ
إن كنا مطراً وغيومْ
ليس مهماً من أينَ أتيتْ
ليس مهماً ماذا جنيتْ
الأهَمُ كم عُمراً على شفتيكِ رسمتْ
كم ضحكةً على وجهكِ رأيتْ
كم مرةً على صدركِ بكيتْ
تعبرُ الفراشاتُ حدودَ العبيرْ
وأنا بأحزانِ العُمرِ مُكَبَلْ
ممنوعٌ من العبورِ إلى المستقبلْ
موجِعٌ هذا الإنتقاءُ في الظلامْ
أشعرُ بثوبِ الحِدادِ يُغطي جَسديْ
أشعرُ بالكونِ يرتعشُ في قلبي
ينهشُ ما بقي فيه من أملٍ في الحياةْ
يبعثرهُ على الأرضِ بقايا رفاتْ
تدفعُها الريحُ المجنونةُ نحو بوابةِ السماءْ
بينما تعبرُ أميرتي الى بوابةِ الولاءْ
تستقبلها جَوقةٌ من الأربابْ
ويُغلَقُ خلفَها ألفُ بابْ
هنا نهايةُ المسيرْ
أنتِ فراشةٌ وأنا أسيرْ
بيني وبينَكِ ألفُ عامْ
بألفِ شروقٍ صرتُ مُلامْ
بيني وبينَكِ سربُ حمامْ
ألفُ قبلةٍ وألفُ عِناقٍ
وألفُ هَيَامْ
وحلمٌ ضاعَ بكأسِ مُدامْ
وأنا بأحزانِ العُمرِ مُكَبَلْ
ممنوعٌ من العبورِ إلى المستقبلْ
إنه الإصطفاءُ العسيرْ
على رأسهِ تاجُ أمير
لقّنَّ ريحَهُ سماتِ العبور
ليحصدَ بسيفهِ أعمارَ النسورْ
اختبأت في زوايا الكونِ المظلمةْ
كفأرٍ مذعورْ
ينتظرُ ساعةَ الرحيلْ
لو أني أعودُ إلى عُمرِ الزهورْ
أضيءُ العتمةَ بألوانِ الشموعْ
نعبرُ معاً الى المستقبلِ الممنوعْ
لو أني أستنشقُ تلكَ الريحَ المسمومةَ بشهقةٍ واحدةٍ
أُنقذُ العالمَ المتخمَ بأوزارِنا
لو أننا نخلطُ أعمارَنا
ونتقاسمُها من جديدْ
ندفعُ ثمنَ القادمِ من الأيامْ
بوخزةٍ في أجسادنا مزينةٍ بالأحلام
ليعبرَ بنا العِشقُ الجماعيُ حدودَ
المستقبلِ الأخيرْ
حيثُ ضياءُ القمرِ فيه أجملْ
وأنا بأفراح العمرِ مكللْ
أعبرُ وأنتِ الى المستقبلْ
أعبرُ وأنتِ إلى المستقبلْ
د.جهاد صباهي