وكالة الرأي العربي الإخبارية
قصيدة نثرية..
.
.
من يشتري هويتي
؟؟
ويعيد إلي بلادي
فبلادي
تراب
وماء
ورمل
وهواء رطب
وكنوز لا احتاج إليها
إذ أن النشأة فيّ
كانت قبضة
وقليلا
من ماء منهمر
لا أعني
قطعة طين صلصال
تتشكّل
بين كفوف الأطفال
خيولا
أو أبقارا
لكني أعني الله
لمّا شكّلنا
ما كنا
قطعا من فخار
وما كنا
مسخا آخر
شيطانيا
وعلى هيأتنا
الآن
شكّلنا الله
لنشبه
كل الأوطان
………
مطرودون
نحن
لأنَّا
أبدلنا ولاءات الأرض
بداخلنا
بعطاءات النار
ونخرنا في القلب
بحثا
عن كل كنوز الشيطان
لنتقلد منها
قصورا
ونياشينا
ومدارات فضاء
وامددنا الدرب طويلا
بمجرات
لايُعرف فيها الله.
……….
الأرض
تعرت كاملة
بعد فناء الأشجار
وبكل معاول هدم الذات
شق الرحم فيها
وبكل آليات التجريف
رُدمنا داخله
كي تتفتق آبار للنفط
تضيء الدرب هناك
فلا يحتاج الكون
لشمس الله.
……..
الكنز الآن
مباح
نفط
وذهب أصفر فاقع لونه
وغير مسموح
بإقامة الجدار عليه
فكل الأطفال
ككل الأرض
يتامى
ولن ينتفع أحد به
سوى
رب الأرباب
ذو الجرح الغائر في عنقه.
………..
الوطن الآن
كما جسدي
غريب
لا طين فيه
ولا ماء
وهواه دخان أسود
حار
والمارة فيه
تشكيل معادن منصهرة.
………
أتفحص
هويتي
كلها
مطمسة
أنظر
أسفل قدميّ
لا أجد أثرا للقبضة
أرفع رأسي للسماء
قطرات
من دموع عيني
تتساقط.
…….
عصام عبد المحسن
