نثرية بقلمي
نوافِذ ألم
لم أعتاد بعد أن أتنفس الهواء إنني أتنفس الخيبات
أصبحت مُثقلاً بتأمُلات وذكريات تُرهق مدمعي کُلَ ليلةٍ
أأظن هذا الأمر سهلاً للغاية؟ وأراني أسخر مما يقلقني
قَد سألتُ نفسي ذاتَ يوم لماذا ملامح الرحلة تبدو هكذا؟
أجبت نفسي لأنني من البداية كنت أسيرُ على الهواء لم أبحث عن ارض أضع قدماي عليها بكل سهولة
كنت كالباب المفتوح يذهب به الهواء في أي إتجاه هوَ يشاء
من الممكن أن تكون هذه ضريبة التَيه في هذهِ الحياة
كم حاولت سد فجوات الألم لكن المجهول كان يسبقني
حاولت إحتضان ما تبقى مني لكنني لم أقوى على تحريك يداي
كانت يداي مثقلة بالعدم
أهذا أنا؟
أيُعقل أن أكون هذا أنا؟
أيُعقل أن أكون سطوراً طويلة لا تُقرَأ ولا تُفهَم كثيراً
أيُعقل أيضاً أن أكون حقيقة في سراب
أن أكون مرآة لكنها لا تعكسني بل تعكس الوجه الآخر للذبول
أتذكر عندما كان لدي القُدرة على أن أحلُم كانت أحلامي بعيدة لكن كنت أنتشي فرحاً بمجرد قدرتي على أن أحلم
كانت أحلامي كورقة بيضاء أنقش عليها صورة الماء العذب وساعة التجلي
لكن عاكستني عقارب الساعة أصبحت تَزحَف إلى الوراء وأنا
كلما أقترب أبتعد وكلما أمد يداي أنظر أمامي أراها مشنوقة
وكأنني أرتدي قبعة تمنعني من مشاهدة الحاضِر
تركت الشباك مفتوح كي أبصر الحاضر لكنني أرى عدما
وينظر الناس إليَّ كأنني أضحوکة
عندما كنت أضع مرهم على وجهي
لأخفي فيه ملامح الزمن
تلك معجزة أن أرى ملامح الزمن على وجهي وأنا لم أعيشه بعد
كل ما هو حولي قد تغير
صدأ يملأ المكان من حولي
لا أعلم ما عُدت أملكه
ما أعلمه أنه كان بحوزتي ورقة أُسقِط عليها هزائمي في كل يوم وذات يوم علقتها على الشباك ورأيت طائراً يخطِفُها ويَفِر هارباً
أريد قصة منقوشة على الجدران لا يمكن لأحد أن يخطفها
لكنني أحتاج ما أكتبه في هذه القصة لأعلم من أكون
أسأل نفسي
هل أبقى أنظر الى الوراء
أم أبدأ من جديد؟؟
منال مرعي