هبوا أباطرة النفاق على عجل
دوروا بمائدة الرياء المكتمل
لا خير بعد اليوم في من قدسوا
دعوات من أم الصلاة بلا عمل
قالت سأنهض للشمال وقد غدت
تلك التي أزكت قساوة من وصل
لا فرق بعد الآن كل نافقوا
واستقبلوا ثدي الخديعة بالقبل
رباه بابك لن يضيق ولا أنا
يوما سأقرع أي باب ينتضل
فالعارفون الطاهرون تداركوا
وعد السفيه إذا تساور في خجل
ثعبان أنثاه المكائد ما وعى
أن المعلق لا يزود بمن بخل
يا سائلين عن الكرام تمهلوا
قبل الولوج على رفاة من أمل
لا طيب يخرج من جذور ضريرة
نبتت على رمس الوقيعة والفشل
إن الحياة مع الحياة تجارب
من لم يجرب جرحها لا يندمل
لولا التي من أصل جذري نبتها
أو ذا الذي خان الصداقة وارتحل
ما كنت أدركت الثعالب مكرها
أو كان لي دمع الندامة في المقل
اليوم يا هاميس أعلنت النوى
عن كل غانية يلازمها الخبل
قيس ورائك أم مكير مدعي
نفث الخديعة في فؤادك فاشتعل
لا بحر يغسل ما تلوث منكموا
أو قلب من أهل الأبالس قد يئل
ما من شريد قد تقيه مخالب
أهدابها من كل زيف تكتحل
إن الأمانة للأمين حصانة
والفقر فقر اللاهثين إلى النزل
يا أيها العقد الأخير ترفقا
ليست مرارات الحناظل كالعسل
فالضوء من شهب السماء علامة
والقلب إن وفى الأمانة قد وصل
الشاعر ياسر فريد محمد