هل كانت البداية من العراق… والحبل كرار…!!!

د. سليم ابو محفوظ

الرأي العربي .. د. سليم ابو محفوظ

الوطن العربي يواجه مخطط قديم جديد بعدما أخترق الأمن القومي العربي بتحييد العراق عن مكانه الطبيعي كقوة عربية يحسب لها حساب ، بعد أن أوقع العراق بفخ الكويت الذي نصبته الصهيونية … لعراق منهكة قواه بعد حرب لا ناصر ولا مهزوم فيها التي دارت رحاها الوطيسة ثمان سنوات شمسية بين قطبي رحى العداء متأصل بينهما …كفرس يركبون البحر العربي ،وكعراق قومي يساري عربي مسلم بالتوارث الأممي ، وكانت نتائج الحرب التي غذتها الجهات العالمية المشبوهة … التي غذت طرفي المؤامرة من عراق أشم وأيران يتخذ قدسيته من قم ، فالطرفان على النتائج ندم لأن المغذي والممول بالسلاح واحد بواسطة عملاء السلاح كالخاجقجي وشاكلته ، من خونة العرب وجواسيس الغرب وشركائهم الصهاينة الذين هيأوا السلاح للمتخاصمين وأصبحوا أغنياء حرب.

وبعد أن حطت الحرب أوزارها واحتفل كل طرف من الاطراف بالنصر بطريقته المعهودة …التي تحول الهزيمة الى نصر وتحول الخسارة الملموسة لربح صوري مهزوز وتقديم الاعذار،  لصمود تم نتيجة ترتيب دول الدعم التي لا تريد نصر لاي جهة على الاخرى ولا هزيمة لاي  طرف من طرفي النزاع ، الذي انهك الجيشين العراقي والإيراني ودمر البنى التحتية لدولتين تنازعتا سنوات ثمانية ، لم يعرف هدف الحرب ولا نتائجها التي تحققت لكليهما .

وبعد ذلك وضعت العراق تحت المجهر وتحت مرمى المؤامرة الحقيقية التي تحلم فيها الصهيونية لأنهاء العراق كدولة ، تمرد صاحبها على الاسياد وتعالى على اليهود الأحقاد والماسونين الأوغاد… فأوعز الأمريكان بالتلميح لغزو الكويت فكان الاسد متربصا ً فكان ما كان والكل يعرف ذاك الزمان ، فكاد العرب قبل العجم والفرس على دولة العراق التي تعتبر العمق الحقيقي للعرب كقوة يحسب لها الف حساب وفرض الحصار ونفذه قبل أمريكا والغرب أقرب الجوار فضاق الأمر على العراق وشعبه المغوار.

 فبدأ النخر في الجسم العراقي  ووصل العظم بعد سني ظلم الحصار التي وصلت لمؤسسة الجيش العرمرم وباقي الأسلحة الهامة كالطيران ، الذي تهرب للأردن وأيران التي صادرت أكثر من نصف أعداد الطائرات العسكرية التي غيرت صبغتها وصفتها … وضمتها لكوادر طيرانها العامل …وبلع العراق الموس بالعرض وطبق المثل “غلب بستيرة ولا غلب بفضيحة ” وتحمل ما جرى في حكم الزير في الزرازير وأصبح العراق أضعف من ذي قبل .

 وتجري الأيام وتمر السنون الى أن جاء عام التنفيذ فشحن العرب ضد العراق وسيده صدام حسين … وشارك معظمهم مع الحلف الثلاثيني حسب التسمية التي اطلقت عليه آنذاك اي اشترك مع امريكا ثلاثون دوله ، بما فيهم مصر العروبة وسوريا الثورة والسعودية  الحرة  وغيرها من بعض دول عربية ساهمت وساعدت على ذبح العراق كالثور الابيض وسقطت بغداد عام 2003 في حرب لم تكن بحرب بل مسرحية حربية … لم نشاهد أطرافها المتنازعة بل سمعنا أن الجيش العراقي تبخرت تشكيلاته وأضمحلت مكوناته.

 فاحتل الأمريكان قصور صدام ونهبت اليهود ثروات العراق من آثار ونفائس من تراث أرثي لا يقدر باثمان وتاريخ عراقي عربي أسلامي آشوري بابلي ، وغيره من أحقاب تعاقبت على حكم أراضي الرافدين وبلاد الخيرات في مدن ومحافظات العراق فكان الدمار شامل كل شيئ ، وبقي الحال على سوءه لبينما القي القبض على صدام حسين بواسطة احد حراسه  وانزلوه عنوة ً في حفرة أذلالية ، وحوكم محاكمة صورية وكأنها تمثيلية  تسلى الشعب عليها عدة أشهر،  والكل من الشعوب العربية على ما تراه العين ويدمي القلب يتحسر بأن يرى زعيم عربي مقيد بالسلاسل أثناء المحاكمة  وأطوارها .

     إعدام صدام حسين نفذ في العراق فجر السبت حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية, وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام لنحو ربع قرن قبل أن تتم اطاحة الرئيس العراقي السابق اثر الغزو الذي قادته القوات الأمريكية عام 2003  تم إعدام صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذو الحجة) الموافق 30-12- 2006  وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة  العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافياً لجدل قانوني في أمريكا التي أعتبرته أسير حرب،  وقد استنكر المراقبون من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية هذا الاستعجال المستغرب لتنفيذ حكم الإعدام .

 في لحظة التنفيذ لم يبد على صدام حسين الخوف أو التوتر كما وأنه لم يقاوم أو يتصدى للرجال الملثمين الذين يقتادونه إلى حبل المشنقة وفي لحظة الإعدام هتف الذين حوله من الشيعة مقتدى مقتدى مقتدى فيجيبهم صدام قائلاً هي هاي المرجلة..

وبعد ذلك بدأت العمليات التفجيرية التي تفتعلها أمريكا والصهيونية العالمية في مناطق مختلفة في العراق تمهيدا لتقسيم العراق ، حسب مخطط مرسوم ومعلوم لثلاث دويلات هزيلة سنة واكراد وشيعة ، وها هي الاحداث تتزايد وتتعاظم منذ 2002 ولغاية 2015 ولم تنتهي الاحداث المدمرة لكل ما هو يشير لتقدم العراق وتطورها ، الذي دمرته الصهيونية وعملائها العراقيين نوري المالكي الذي نهب ثروات العراق علنا ً ، وبدون خجل من أحد وبكل وقاحة فاضحة ولكن أذ

 لم تستحي فأفعل ما شئت ، وهذا ما فعله نوري الذي دمر العراق وثرواته وما زال الحبل يجر الويلات والكوارث. والعراق لم يعد عراق بل كنتونات كانت عراقية وأصبحت جماعات لصوصية ، تحكم البلاد الرافدية على أشكال عشائرية واقليمية وطائفية وحزبية  وحسنيات صفوية وفرس  وبلوشتية  ، والعوض على الله  الذي ينتقم من الظلام  بانتظام ونشاهد الحبيبة  سوريا على الدور اللي جاي بأن تقسم بعد العراق…مبروك لامتنا العربية  زيادة العدد لدولها بعد ، اليمن وما يجري بها كدعم لقوة اسرائيل وتلاشي قوة ما يسمى عرب كان لهم أسم بدون فعل أما اليوم لا أسم يعرف  ولا مستقبل يشرف.