هل لبنان في طريقه للمجاعة؟. مقال ج
المنقوشة بالصعتر او الزعتر بالعامية هي قوت العامل والفقير، هل أصبحت حالة ترف يمكن لللبناني الإستغناء عنها؟؟؟
17تشرين الأول 2019 تدافع الآلاف من اللبنانيين بالنزول إلى الشارع والساحات منددين بسياسة الفساد والعجز مطالبين باسترداد الأموال المسروقة والضائعة والمهدورة ومنذ سبعة أشهر ونيف بدأ الظهور العلني للتدهور السياسي والإقتصادي الأصعب والأقسى في تاريخ لبنان الحاضر.
ورغم أن اللبناني ومنذ عهود مضت كان يعاني هذه الأزمة الداخلية في ظل حكومات متعابقة ادت إلى انهياره اقتصاديا وسياسيا أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن إنما الوضع الحالي هو الأكثر تدهورا وانهيارا وصعوبة على اللبنانيين.
منذ بدأ الإحتجاجات الثورية لمكافحة الفساد واللبناني يكافح من أجل شراء المنتجات الأساسية في ظل الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار بصورة جنونية إلى نسبة 56بالمئة (والحبل على الجرار)واحتكار كبار التجار للمواد الأساسية والغذائية أخذت المحال التجارية بإخفاض الدخل المادي للفرد إلى النصف والإستغناء عن العديد من الأيدي العاملة بسبب انخفاض نسبة البيع والشراء والإقفال القسري أحيانا مما أدى بازدياد نسبة الفقر لدى العائلات المستورة أما العائلات الفقيرة فقد أصبحت تحت خط الفقر.
وجاءت جارحة كورونا كوسيلة سهلة وحجة دامغة لإبعاد الجياع من الشوارع ولتزيد الطين بلّة دافعة بالقسم الباقي من اللبنانين إلى الفقر فأقفلت الأماكن الإقتصادية ذات المردود المهم كالمطاعم والمقاهي والمحال التجارية التي تؤمن المدخول اليومي للكثير من العائلات الفقيرة فجلس العامل اللبناني يبكي حظه العاثر في إطعام عائلته.
لم يستثن هذا الإنهيار الإقتصادي أي فئة من فئات المجتمع (عدا أهل السياسة طبعا) أولا بسبب الحجر المصرفي على ألأموال والودائع وثانيا بسبب الحجر المنزلي.
وفي معمعة الجري وراء تأمين لقمة العيش تأتي الضربة القاضية برفع الدعم عن المحروقات (البنزين والغاز طبعا) لتزيد الطين بلّة فبرفع الدعم تصبح صحيفة البنزين المستوردة ب ٤٠ او ه٤ ألف ليرة للإستيراد فبأي ثمن تصل للمستهلك؟ وكيف يذهب إلى عمله من يتقاضى 800الف ليرة لبنانية شهريا في ظل تدهور الليرة اللبنانية والتداول بالدولار في السوق السوداء ب 8آلاف ليرة لبنانية وما فوق.
ويأتينا ترشيد الدواء كما صنّف أمس إلى ثلاث فئآت مدّعم فقط للأدوية المزمنة كالسرطان والضغط وإلى ما هنالك. ورفع الدعم عن الفئة الثانية وهي شديدة الأهمية ويحتاجها المجتمع بأسره كادوية الإلتهابات.
وثالثا والأهم هو رفع الدعم عن الطحين المستورد الذي تصنع منه المنقوشة، الكعك، الخبز الإفرنحي وخبز الهامبرغر، والخبز الأسمر
وترك الدعم فقط للرغيف الأبيض (كل أيامكم بيضا حضرات المسؤلون)
المنقوشة هي الغذاء الأساسي للعامل الفقير الذي لا يستطيع شراء سندوتش دجاج للغداء في العمل.
والكعك مع الشاي طبعا لأن الفقراء لم يعد بإمكانهم شراء الحليب لأولادهم هو غذاء أساسي في الصباح لأطفال الفقراء
أما خبز الإفرنجي يجب على الفقير الإمتناع عنه لأنه من الكماليات، وخبز الهامبرغر طبعا لن يشتريه فكيلو اللحمة للهامبرغر ب60ألف ولقد استغنى اللبناني عن جميع أنواع اللحم.
أما الرغيف الأسمر الذي ينصح به لمرضى السكري (ف بلا خبز أفضل ومفيد أكثر للصحة)
أيها اللبناني (تخبز بالفرح) يكفيك الرغيف الأبيض إذا وجد بسبب التدافع والجري لشراءه كي لا يموت أطفالك جوعا.
وإلى (جهنم) وبئس المصير
وهل هناك جهنم أقسى من أطفالٍ جياع.
بقلمي فريدة توفيق الجوهري لبنان.