هم قاتلوك
الرأي العربي .. الشاعر حسن الأفندي
كل عربي استل خنجره وطعن عرفات حتى مات . ثم بكى الجميع بأسى كاذب خلف جنازته يذرفون دموع التماسيح :
يــا فـارس الـعُرب جـاد الـدمع هـتّانا … أبــكــي لــعـجـزٍ ولـلـتـقصير عُـربـانـا
هم قاتلوك وهم في عجزهم صمدوا … كــأنـهـم رضــعــوا لـلـجـبـن أزمــانــا
هــم عـاهـدوه فــلا خـطب يـغيّرهم … ولا الــحـوادث أ حــيـت بـعـد أجـفـانا
هــم يـقـتلون رجــالا بـعدها سـكبوا … دمــعـا كــذوبـا وشــعـرا جــاد رنـانـا
يــا أمــة الـعُـرب ثـوبي عـن مـقامرة … يـنـدى جـبيني لـها بـالخزي خـجلانا
كـأنـنـا مـــا عـبـرنـا الـبـحـر نـمـلـكه … ولا الــســهـول وأنـــهــارا ووديـــانــا
ولا وصـلـنـا وحــكـم الــعـدل يـتـبعنا … ســنــدا وهــنـدا وأمــصـارا ووديــانـا
تــركـتـمـوه أبـــــا عـــمــار مــنـعـزلا … يـعـيش فــي سـجنه قـهرا وحـرمانا
تــجــرّع الــسـم لا يـــدري بـواطـنـه … وأخــــوة الــصـف لا تـنـفـك خــذلانـا
يــحـرّمـون جــهــادا ظـــل يـجـمـعنا … أتـــى مـحـمـدَ عـــن جـبـريل قـرآنـا
( أغـاية الـدين أن تـحفوا شواربكم ) … وتـجـمعون حـسـان الـعـصر نـسـوانا
وقـــادة الــعـرب إمـــا شــارب ثـمـل … وآخـــر بــات فــي الإفــلاس حـيـرانا
مـشـيـئـة الله أن تــبـقـى قـيـادتـنـا … مـا بـين من يحسب التفريط إحسانا
وبـين مـن يـحسب الإحـجام مـكرمة … رشــــدا وعــقـلا وتـفـكـيرا وأذهــانـا
شـكرا بـتجديدكم يـا سـادتي هـرف … كــــل الأبــــاة تـــراه الـــذل إذعــانـا
شـكـرا فـواجـبكم أن تـخـرسوا أبــدا … وإن حـضـرتم كـمـا الـمـعتوه جـثمانا
هــذا كـثـير وذا لا شــك مــن صـفـة … لـلـخـانعين وقـــد يــبـدون شـجـعانا
شـكـرا لـمـا ذرفـت يـا قـوم أعـينكم … كـفـارة دمـعـكم عــن ذنــب مـا كـانا